كان كبيراً الجمهور الذي أتى لمشاهدة الحفلة السنوية للفنانة المصرية لالا حكيم التي قدمت في مونتريال لوحات راقية من الرقص الشرقي في صالة معهد فانييه. الحضور، ومعظمه من الكيبيكيين ومن مختلف الفئات العمرية، بات يعرف لالا ويتابع عملها بل ويرتاد بعضه مدرستها لتعليم الرقص. هاجرت لالا إلى مونتريال، قبل 35 عاماً، حاملة معها سنوات من الخبرة في أشهر الفرق المصرية المتخصصة في الرقص الشرقي والفنون الشعبية (الفرقة القومية، فرقة رضا، فرقة نعيمة عاكف). وتنقلت قبل أن تستقر في مونتريال، في مدن كندية وأميركية حيث حاولت نشر ما في جعبتها من تقنيات لا تنفصل عن حمولتها الفنية والثقافية. ولاقت قبولاً وتشجيعاً، حتى طالبتها مجموعة من النساء الكنديات بتعليمهن الرقص الشرقي، ما دفعها إلى تأسيس أول فرقة متخصصة في هذا الفن، وذاع صيتها في الحفلات والمناسبات الكيبيكية والكندية والعربية، فضلاً عن إعطائها دروساً للراغبات في تعلم هذا الفن في بعض المدارس والمراكز الثقافية في مونتريال. وتقول لالا ل «الحياة» ان طالباتها يتابعن أيضاً دروساً في اللغة العربية، «ليس لتعميق إحساسهن بالأغنيات والموسيقى العربية وحسب، بل لإغناء ثقافتهن الفنية أيضاً». تتولى لالا قيادة فرقتها الخاصة، وهي التي تصمم الملابس وتعدّ الأغنيات والألحان المستوحاة من تنوع الفولكلور الشعبي الغني بتقاليده وعاداته ومواسمه الراقصة في المدن والأرياف المصرية. كما تشرف على تدريب الطالبات، وتزودهن بمعلومات عن تاريخ كل رقصة، وخلفياتها الثقافية والشعبية وأصول أدائها، وما يرافقها من حركات ومشاعر وانفعالات أنثوية. وتصر لالا على إشراك طالباتها في عروضها الراقصة، تشجيعاً لهن على مواجهة الجمهور واكتساب المزيد من الثقة بالنفس والخبرة على المسرح. اما اختيارها للنساء الكيبيكيات اللواتي تدربهن، فينطلق من معايير عدة، كما توضح، أبرزها: رغبتهن في تعلم الرقص الشرقي، التزامهن بأوقات التدريب والدرس، إضافة إلى تحلّيهن بمسحة من الجمال والرقة والأنوثة والخفة. وتقول لالا: «تقدم المرأة في السن وامتلاء جسدها، لا يشكلان عائقاً أمام تعلّمها الرقص، إن كانت راغبة فعلاً». وتعتبر الرقص «ترفيهاً عن النفس والروح، وهواية، ورياضة مفيدة»، لافتة إلى أن عدداً كبيراً من النساء الكيبيكيات تخرّجن في مدرستها وقد اتخذن الرقص الشرقي مهنة يمارسنها في المنتديات والمطاعم والمناسبات. وقدمت فرقة لالا سلسلة من العروض الراقصة التي تميزت بتصاميم وألوان أزيائها الفولكلورية الفضفاضة المحتشمة، وبليونة أجساد الراقصات وخفة نقلاتهن وحركاتهن وتناغمهن مع إيقاعات موسيقية شعبية وشبابية وطربية ووطنية، منها: «حبيي يا عيني»، «على نار»، «ألف ليلة وليلة»، «سوا سوا»، و «أنت عمري». واختتمت عرضها الأخير بتحية لشباب «ثورة ميدان التحرير» من خلال رقصة «رجالة يا مصر».