يتناول المؤتمر العالمي لأمراض الدم المنعقد اليوم في المملكة عددا من القضايا الصحية الوقائية والعلاجية وظروف التعامل مع المريض المصاب بداء المنجلية، والثلاسيميا، حيث اشارت التقارير، والاحصاءات انتشار المرض في عدد من مناطق المملكة بصورة لافتة للنظر يتطلب الأمر فيها الى أهمية التوعية بالوقاية، والكشف الطبي الى جانب التعرف على المرض الذي يحدثنا عنه الدكتور محمد الصعيدي بقوله: يعتبر الزواج حدثاً مهماً في حياة الفرد فهو يعمل على بناء الأسرة ومن خلاله يدخل الفرد مرحلة جديدة في بناء العلاقات العاطفية والاجتماعية الأسرية والصحية ويضمن وقاية الطرفين والذرية من الأمراض الوراثية والمعدية، لبناء أسرة سعيدة مستقرة تؤدي وظائفها بنجاح. ان اصابة أحد افرادها بأمراض وراثية كالأنيميا المنجلية والثلاسيميا او بعض الامراض المعدية كالتهاب الكبد الوبائي ب.ج او نقص المناعة المكتسب (الايدز) يؤدي الى تعكر صفو الحياة والعديد من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية ناهيك عن الاختلاطات الطبية وانعكاسها على المريض والأسرة والمجتمع. وانطلاقا من نظام الحكم بمادتيه - التاسعة حيث ذكرت (ان الاسرة هي نواة المجتمع السعودي) والمادة العاشرة (تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة) لتؤدي دورها بشكل اشمل باذن الله، ولقناعة القيادة الحكيمة بأهمية وضع ضوابط صحية للزواج صدر الامر السامي رقم 4/ب/ 45404تاريخ 1424/11/15ه الخاص بتطبيق الفحص قبل الزواج على جميع السعوديين والمتضمن الزام طرفي عقد النكاح باحضار شهادة الفحص الطبي للأمراض الوراثية والمعدية التي تحددها وزارة الصحة قبل اجراء العقد على أن يتم العمل به في 1425/1/1ه . وانطلاقا من حرص وزارة الصحة الممثلة بالإدارة العامة للأمراض غير المعدية تأسس برنامج الفحص قبل الزواج في محرم 1425ه والذي يعتبر برنامجا توعويا وقائيا بهدف الحد من بعض الأمراض الوراثية مثل الأنيميا المنجلية والثلاسيميا وبعض الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي (ب،ج) ونقص المناعة المكتسب (الايدز). كما تم وضع خطة شاملة بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق الأهداف المرجوة فتم اعتماد وتجهيز مراكز الاستقبال وعيادات المشورة الطبية والمختبرات المتخصصة مع وضع خطة توسيع لمراكز الاستقبال لتشمل كافة مدن وقرى المملكة العربية السعودية، وكذلك اعداد وتدريب الكوادر الفنية (اطباء وفنيين) واعداد الدلائل المختلفة التي تساعد على إنجاز المهام للوصول الى الهدف. كما انعقد الزواج الصحي الأول لاعتماد أسس واضحة وسليمة للمرحلة القادمة وكان المحور الأساسي للبرنامج التوجه لأفراد المجتمع في أماكن تواجده والعمل على اشراكه في اتخاذ القرارات وتحمل مسؤوليته حماية نفسه قال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، فقامت العديد من حملات التوعية بمفهوم الزواج الصحي للمقبلين على الزواج بما يساعدهم على الاختيار الصائب ووضع تعريف شامل بالزواج الصحي "وهو في حالة اكتمال السلامة البدنية والاجتماعية والصحية ليس مجرد اجراء عادي" وبالتالي حق من حقوق الانسان. ومن أجل تضافر الجهود بنهج شامل ومتكامل تنطلق الحملة الوطنية التعريفية بالزواج الصحي هذا العام بهدف رفع مستوى الوعي لدى افراد المجتمع بمفهوم الزواج الصحي بمشاركة المجتمع المحلي، الذي يعتبر مشاركته استثمارا طويل الامد في مستقبلنا ومستقبل أطفالنا. وبفضل الله تعالى نرى أن المجتمع السعودي لديه من الوعي ما يكفيه للمشاركة الكاملة للحد من تلك الأمراض السابقة وذلك بالالتزام بنتائج فحص قبل الزواج، حيث بلغت نسبة السعوديين الذين استنكفوا عن متابعة عقد الزواج بعد اكتشافهم لبعض الامراض الوراثية والمعدية والتي قد تنتقل لأبنائهم، نسبة مقبولة تؤسس لانطلاقة جديدة لبناء مجتمع سعودي سليم معافى خال من الأمراض.