هل الرياح بنجم الأرض عاصفة أم الكسوف لغير الشمس والقمر كنت أحزن كثيرا حين أفاجأ بمن يظلمني بظن سوء، أنا أعلم الناس أني منه بريء، أتعذب في داخلي، وتحت لفح حرارة الشمس التي لا تفرق بين من يستحق سياطها اللاهبة، ومن هو جدير بأن تكون له بردا وسلاما؛ أرحل مع ذرات الماء الصاعدة الهاربة من الأرض وحقودها، الى فضاء السماء الرحيب.. هناك حيث أتشكل سحابا مع أنقى ما في الوجود المنظور.. لأحس ولو (حلما) بعالم الصفاء.. وبعد أن تسورت الحياة، وقذفت بنفسي بين أسنتها ورماحها، شهرت مهند الحب، ورحت أحركه تحت ألسنة لهيب الحسد، فإذا ببريقه يجري كأنه كوكبة من النجوم لملمت أنوارها فوق خديه الزاهيين.. فلربما كانت النفوس غافية فتنتبه، ولربما كانت حاسدة فتعترف، ولربما رأيت من يمرض حقدا، ولربما سمعت من يقول: (تا الله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين).. حينها عرفت أنه لا مكان للحزن مع الحب.. أيها الوطن الغالي لا عليك.. فكلما ازدادت ا لنعم في يديك سيزداد شانئوك، وكلما تمسكت بدينك وقيمك سيتكاثر أعداؤك، كما تتكاثر الحشرات على أشهى الأطعمة وأغلاها.. لا عليك... دعهم يقولوا بأنك تساند الإرهاب.. فلقد عرفت من هو الإرهابي حقيقة، ونفضت يدك من كل من يتسم بهذه الصفة بمفهومها المعتم مهما حاول الانتساب اليك.. بل وناديت وناديت باحتواء هذه الظاهرة العالمية بكل جدية.. ولا عليك... فلقد كنت ولا تزال واحة للأمن والأمان، والحياة الكريمة، في حين يفقد الناس طعم الحياة في أكثر البلاد ادعاء للقدرة على صناعة رفاهية الإنسان.. وليخرجوا إحصاءاتهم الحقيقية، ولتخرج إحصاءاتك الحقيقية؛ ليروا كم يخسر الإنسان هناك، وكم يربح هنا!! وطني الحبيب.. هل الحياة كلها قوة وجبروت وإرهاب سياسي وعسكري يكم الأفواه ويخرس الألسنة، ويقتل الإبداع.. كما يحدث في البلاد المتغطرسة المتشدقة بحقوق الإنسان، وهي تنتهك أبسط حقوق الإنسان، وتساند الإرهاب الدولي المنظم، ولا تفهم الإرهاب إلا إذا كان موجها إلى مصالحها!! وطني يا حبة القلب.. إذا توهم السطحيون بأنك تخسر شيئا من سمعتك خلال حملات الغرب المغرضة ضدك، فإني أراها كما قال الشاعر العربي القديم: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل وهي كما قال الشاعر الآخر: وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود وإذا ربحت دينك وشعبك.. فلن تخسر شيئا، بل هي ضربات يتلقاها الشجعان في كل العصور. قال خالد بن الوليد: لم يبق في جسدي موضع شبر إلا وفيه طعنة من رمح أو ضربة من سيف او رمية بنبل.. فلا نامت أعين الجبناء.. نعم.. إن الجبناء هم أقل قدرا من أن يتحدث عنهم أحد.. وسلمت لنا عزيزا كريما أيها الوطن العزيز..