يقوم الفنان في بداية دخوله للساحة الفنية بالتوقيع لشركة الانتاج وبدون التدقيق في بنود العقد التي غالبا تكون في صالح الشركة وهذا يجعله بعد صدور ألبومه الأول يقع في مشاكل ليس لها أول ولا آخر، والمشكلة الكبرى ان الفنان يطالب بتنفيذ العقد كاملا و الذي قد يمتد ألبومات بدون تحديد السنوات، من جهة أخرى ترفض الشركة تنفيذ بعض الشروط التي كان من المفترض ان تقوم بها والتي ذكرت في العقد. من هنا تأتي مشكلة الفنان الذي يقع في حيرة من أمره لأنه ان سكت تأخر في ظهوره على الساحة وان اشتكى للجهات الرسمية فان الشركة سوف تعاقبه على ذلك بتعطيل حضوره الفني وبأي شكل من الاشكال. من هنا قمنا بطرح هذه القضية على بعض الفنانين الشباب وكذلك على مدير إحدى مؤسسات الإنتاج لمحاولة الخروج بنتيجة تفيد الجميع. على الفنانين الحذر عند توقيع العقود في البداية تحدث الفنان بندر سعد والذي قال: الحقيقة انني قمت بانتاج ألبومي لسببين اولا لحمايته من معاناة الفنان الشاب ومايقع فيه من مشكلات مع شركات الانتاج وثانيا لرغبتي في الظهور بالشكل الذي يرضيني من غير تدخل أي طرف آخر في أعمالي لانه وبصراحة شركات الانتاج تفرض رأيها على الفنان المبتدىء بحجة انهم اصحاب خبرة في هذا المجال وليعلم الجميع ان من حق شركات الانتاج التفكير في النواحي المادية لانها ليست جمعيات خيرية لكن في المقابل عليها الانصاف والمؤكد ان تواجد وزارة الاعلام كجهة رسمية ذات سلطة سيمنع وقوع كثير من المشاكل بين الفنان والشركة. واقترح الفنان بندر سعد لتفادي هذه المشكلة ان تكون هناك خطوات متبعة ونصوص متفق عليها لصياغة العقود وأضاف: المفروض ان تكون هناك جهة ذات خبرة يلجأ اليها الفنان للاستشارة أو محام يملك خبرة في هذا المجال ليكون بجانب الفنان. والحقيقة ان هناك كثيرا من الفنانين الذين تعرضوا للظلم من قبل الشركات ولكنهم يفضلون الصمت لخوفهم من قيام الشركة بأخذ اجراءات ضدهم كتأخير ألبوماتهم مثلا، اما عني فأنا الان مرتبط بعقد مع شركة (الاوتار الذهبية) والحمد لله لا أعاني أي مشكلات معها وهناك علاقة خاصة تربطني بعلي سعد الذي اعتبره قمة في الاخلاق والتعامل. يجب وجود شخص محايد عند توقيع العقد كما قمنا بطرح الموضوع على الفنان عصام عارف والذي بدوره أدلى برأيه قائلا: لقد اندفعت في بدايتي حبا في الظهور السريع ولايجاد مكان لي بين الفنانين ولكني اعلنها صريحة فأنا اعاني تبعات هذا الاندفاع غير المدروس ولكن الأمل موجود. اما من ناحية شركات الانتاج فهي أول شيء تفكر فيه قبل التعاقد مع أي فنان شاب هو هل سأستفيد من هذا الفنان ماديا أم لا؟ طبعا أنا في المقابل لا ألومهم من هذه الناحية لذلك ومن الطبيعي ان يكون العقد في صالح الشركة ولكن اللوم يقع على الشركة عندما لاتطبق ما يوجد في العقد من بنود متفق عليها مع الفنان من توزيع جيد وتصوير لأعماله بالفيديو كليب ويضيف: وتدخل وزارة الاعلام ضروري في حالة وقوع خلاف بين الطرفين ويجب ان يكون على الاقل هناك مندوب من الوزارة لحضور جلسة توقيع العقد.. لأن شركات الانتاج تستغل قلة خبرة الفنان في هذا المجال فتضع بنودا ذكية تكون في صالح الشركة على حساب الفنان. ووجه عارف نصيحة للفنانين الشباب قال فيها: انه يجب عليهم قراءة العقد بتمعن وإدراك مفاهيمه وعدم الاستعجال والبحث عمن يدعم موقفهم لدى الشركة. لهذه الاسباب تأخرت فنيا وقال الفنان البحريني ابراهيم الرويعي في هذا الخصوص: من المؤكد انه لايوجد فنان لم يندفع في بداياته الفنية لدرجة انه على استعداد لتحدي العالم كله في سبيل الظهور فمن المنطق انه سوف يقبل بأي شيء في سبيل الوصول لغايته، لكن من الضروري ان يكون خلفه شخص يملك خبرة كافية لتوجيهه التوجيه الصحيح.. اما عن شركات الانتاج فالحقيقة ان أي شركة انتاج لن تجازف مع فنان الا عندما تتأكد من قدرته على جلب الفائدة للشركة فالعملية عملية استثمار. ويضيف الرويعي: لكن مايحز في الخاطر هو عدم وجود شركات انتاجية يهمها في المقام الاول صناعة نجم وهذا مانفتقده في العالم العربي..!! اما دور وزارة الاعلام فهو معدوم كليا مع الاسف لاننا لم نر حلولا لمشكلات كثير من الفنانين الذين عطلت مسيرتهم الفنية وانا أحد هؤلاء الفنانين، لكن الحمد لله استطعت ان أفسخ العقد مع الشركة السابقة والتي دخلت معها في كثيرا من المشاكل بسبب تأخير نزول ألبومي وعدم تصوير أعمالي بالفيديو كليب. يجب وجود نقابة خاصة بالفنانين الفنانة المغربية سوسن قمر والتي اعتزلت بعد ألبومها الاول قالت: بصراحة اندفاعي في بداياتي طبيعي جدا ولكني اصطدمت بالواقع المر الذي يعيشه الفنان الجديد مع شركات الانتاج مما دفعني للاعتزال كليا وللاسف فان معظم القائمين على هذه الشركات لايفقهون في الفن شيئا ومايعرفونه فقط هو الكسب المادي..!! فالشركة دائما لاتقوم بتنفيذ بنود العقد كاملة لتتحاشى ارتفاع الكلفة مما يضطر الفنان للاعتراض فتقع المشكلة، لذلك يجب ان تكون هناك نقابة فنانين يلجأ اليها الفنان في حال تعرضه للظلم من قبل شركات الانتاج لرد حقوقه إليه. لا أستطيع الحديث عن كل شيء طرحنا هذا الموضوع على الفنان مزعل فرحان الذي أبدى امتعاضه من هذه المشكلة بقوله: في الواقع ان وضعي الفني سيىء جدا جدا والسبب طبعا الاستعجال والاندفاع للظهور مما دعا البعض لاستغلال هذا الاندفاع في صالحه وهذا اضر بي كثيرا وللمعلومية انه لم يتم تصوير أي عمل لي الى الان لأسباب لا أستطيع البوح بها لتجنب الدخول في مشكلات جديدة مع الشركة. ويضيف مزعل: لكن من الواجب ان تكون هناك جهة يلجأ اليها الفنان لرد حقوقه والوقوف بجانبه أو على الاقل محام يقف خلف الامور القانونية للفنان لضمان عدم استغلاله.. وما أتمناه حقيقة ان تراعي شركات الانتاج حقوق الفنان ولا تظلمه. من هنا تبدأ القضية الفنان الشاب خالد محمد أبدى رأيه حول هذه القضية بقوله: نعم اندفعت على اعتبار اني حديث عهد في هذا ا لمجال ولم أكن ملما بالكثير من خفايا العقود. اما شركات الانتاج وسعيها للكسب المادي فهو أمر مشروع لهم على أساس انها تدفع لتكسب ولكن من دون إيقاع أو إلحاق الضرر بالفنان ومن هنا تبدأ القضية، لذلك يجب ان يكون هناك تدخل لوزارة الإعلام كرقيب على الوضع الحاصل من اتفاقيات وتواقيع للعقود من يمنع وقوع أي مشكلة بين الطرفين وأضاف قائلا: وأنا أوجه نصيحة الى اخواني الفنانين المبتدئين بالتريث وعدم الاندفاع العشوائي والحقيقة ان وضعي مع (فنون الجزيرة) ممتاز، وقد اهتموا بي بشكل جيد ولم يقع بيني وبينهم أي خلاف ولله الحمد وسنستمر على هذا التعامل الممتاز. العقد يوقع برضا الطرفين من جهة أخرى تحدث الاستاذ علي سعد مسئول مؤسسة الاوتار الذهبية والذي قال مدافعا: فالبداية أحب ان أوضح نقطة مهمة الا وهي ان شركة الانتاج محتاجة للفنان والفنان ليس له غنى عن شركة الانتاج ولكن دائما مايكون موقف الشركة هو الاقوى أولا لأنها الممول وثانيا كثرة الفنانين. ولكن عندما تتعاقد الشركة مع فنان مغمور فهي تغامر وتضع أموالها في علم الغيب لذلك فهي تحاول ان تضمن على الاقل عدم تكبد خسائر هائلة. ويقول: ومسألة ان الشركة تستغل الفنان فهذا شيء ليس صحيحا وغير وارد فالعقد المبرم بين الاثنين يكون برضا الطرفين وللمعلومية فالفنان يأخذ صورة من العقد كما انه يعطى فرصة قد تصل لمدة تصل لشهر يستشير من يريد فاذا وافق ok واذا كان هناك تعديل واعجبنا تم التوقيع ويضيف: ولكن المشكلة ان الفنان قبل النجاح والشهرة لايعترض على شيء ويبدي السمع والطاعة وبعد النجاح يبدأ بالتشرط لانه ظن نفسه انه أصبح نجما وللمعلومية ان أحد الفنانين لم ينزل له سوى البوم واحد ومع ذلك فاجأنا عندما طلب توزيع ألبومه عربيا وهذا ما لا نستطيع الموافقة عليه لانه في الاساس لم يحقق الانتشار محليا أو حتى خليجيا لذلك لن يغطي تكاليف التوزيع الباهظة. اما فيما يخص وزارة الاعلام ودورها فهناك بند موجود في كل عقد لدينا ينص على انه في حالة أي خلاف بين الفنان والشركة يكون الحل عن طريق وزارة الاعلام وهناك مستشارون في الوزارة مسؤولون عن هذه القضايا والبت فيها ومن هنا أشكر القائمين عليها. ويقول سعد: اما عن الاتهام بأن الشركة لاتهتم في صناعة نجم فهذه مغالطة كبيرة فكيف يعرف الجمهور هذا الفنان قبل ان تطرح له الشركة أي ألبوم ومن الشركة تبدأ نجوميته وأساسا الشركة لاتبحث الا عمن تعتقد انهم سينجحون ويصبحون نجوما كاستثمار للشركة وللفنان، ومن هؤلاء النجوم خالد عبدالرحمن وراشد الفارس وحسين العلي والجوهرة ومحمد سليمان وغيرهم. والشركة دائما ما تنفذ ما يحتويه العقد من بنود لكن وللاسف هناك فنان يهتم بامور خارج الاطار الفني مما يضعف اهتمامه بالترويج لالبومه ثم يخرج ليتهم الشركة بالتقصير لانها مثلا لم تصور له اغنية مع العلم ان التصوير من صالح الشركة قبل الفنان.