لم تكن القصائد التي قرأها الشاعران زكي السالم ورائد الجشي في نادي الأحساء الأدبي مساء الثلثاء الماضي، كافية لتبعث الحرارة في أكف المستمعين، ليصدر تصفيقهم صوتاً عالياً ويأتي عفوياً معبّراً عن إعجابهم بالقصائد، بل كان التصفيق رتيباً كشيء من الواجب التي تفرضه التقاليد الاجتماعية أو هو أشبه ما يكون بمجاملة «ثقافية». وأظهرت الأمسية، التي أدارها الزميل محمد الرويشد، تجربتين شعريتين مختلفتين تجمع بينهما قصائد الغزل، ويختلف الشاعران كثيراً في تركيب الصورة الشعرية التي تأتي مصطنعة عند السالم. بينما جاءت عفوية وجميلة ورائعة عند الجشي، الذي لم يساعده إلقاؤه الخجول والمتعثّر في إيصال صورته الشعرية واضحة وسهلة إلى المتلقين. بينما كان إلقاء السالم محملاً بخبرة الإلقاء الشعري ومتكئاً على صوته الجهوري، وإن اتصفت قصائده بالمباشرة وبمفرداته الشعرية التي تأتي عنوة في فضاء قصيدته، يقول في قصيدة «جمالك صامد»: أزِحْ يا روحيَ التعبى عن الآهاتِ أوجاعكْ/وقهقهْ إنْ رأيتَ الهمَّ لا ينفكُ إخضاعكْ/وإنْ قَلَبتْ لكَ الأيامُ ظَهرَ مِجَنِّها الحَدِبا/ ولا تَحْزن إذا ما سِرتَ في دَربِ العَنا حُقبا/فهذا حُوتُك المنسيُّ قد ملَّ انتظاركَ/ فارتمى فِي بَحرِه سَرَبا». ومن قصيدة»زهرة في الصقيع» للجشي، هذا المقطع: بياضاً/تفتشُ في صفحة الخالِ/ عن بقعةٍ للربيعْ/ جدائلها عطرُ زهرٍ/ وأحلامها عطرُ زهرٍ/ فمن يستطيعُ استماعَ/ الأريجِ الذي/ كاد في الزمن/الصمتِ/ وجدا يضيعْ». وقرأ الجشي قصيدة باللغة الإنكليزية، بصفته «شاعر ومترجم»، بحسب السيرة الذاتية التي قرأها مدير الأمسية، فالجشي يحمل في سيرته الذاتية، أنه «عضو مجتمع الشعر في لندن، ومصنف كأحد أفضل شعراء الإنكليزي منذ عام 2001 بحسب موقع مكتبة الشعر العالمي، كما كرَّمه «بيت النبلاء – البريطاني» بالنشر له في بريطانيا وأوربا وبعض دول العالم. وصدر له «تويجات منتحرة» (1424ه)، و«بقايا قدح» (1427ه)، و«حلم» (1429ه)، ولديه قيد الطبع «شظايا عشق»، و«نصوص من الشعر الألماني المعاصر»، و«أفعى الخليج» (رواية). وللشاعر زكي السالم «ديوان مرفأ الأماني» (1420ه)، حصل على المركز الأول في مسابقة الشعر من نادي تبوك الأدبي (1422ه)، عن قصيدته «الألم والحرقة والأمل»، والمركز الأول في مسابقة الشعر من نادي الشرقية الأدبي عن قصيدته» همسات في سكون الانتفاضة» (1422ه). وفازت قصيدته «في رثاء الجواهري» بالمركز الأول في مسابقة صحيفة المدينة (1423ه)، وتم اختياره ضمن نقاد الصفحة الأدبية في موقع «إسلام أو نلاين» (1423ه).