أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان أن المثقفين والأدباء في المملكة يعولون على ملتقى رؤساء الأندية الأدبية الثاني، الذي عقد أمس في نادي الأحساء الأدبي، «من خلال ما ستتم مناقشته، ومن ثم تحقيقه على أرض الواقع». فيما قال رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري «إنه يتوجب على الأندية الأدبية أن تخطط لتحقيق الثوابت والتطلعات المأمولة منها، والتي يعول عليها المثقفون والمثقفات في المملكة»، مشيراً إلى أن الملتقى «لديه العديد من التطلعات التي وضعت من خلال مقترحات الأندية، وصيغت وفق قناعات الجميع، بأن المسؤولية كبيرة والأمانة أكبر لمن يعمل في هذه المؤسسات الأدبية والثقافية». ويأتي الملتقى بعد ستة أشهر من انعقاد اللقاء الأول في نادي الطائف الأدبي. والملتقى، الذي يرعاه محافظ الأحساء بدر بن محمد بن جلوي آل سعود وبحضور وكيل المحافظة خالد البراك، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، يناقش ما لم يتم تنفيذه من توصيات الملتقى الأول، والشروع الفوري في تنفيذ توصيات الملتقى الثاني. من جهة أخرى، لم يتوقع نادي الأحساء الأدبي الذي استعد لتكريم الأديب عبدالله الشباط، أحد رواد النهضة الثقافية والأدبية بالمنطقة، على هامش لقاء رؤساء الأندية الأدبية تقديراً لجهوده، أن يتربص به المرض، ويجعله طريح الفراش في المستشفى. وكان الشباط وما يزال، حاضراً بقوة، يناضل من أجل أن تأكل الأحساء من خبز التنمية دافئاً، وجاهد ليراها مدينة عامرة بالبناء والنهضة والمنشآت الرياضية والتنموية، وبعد عقود من عمر صرفه بين الثقافة والصحافة والتأليف، تحقق الحلم وأصبحت الأحساء مدينة حطمت كثيراً من المقاييس. والرجل الذي كان حاضراً لا يغيب عن الهم الاجتماعي والوعي الثقافي غيّبه المرض ليلة التكريم. وقال رئيس نادي الشرقية الأدبي خليل الفزيع، في كلمة عن الشباط: «ينطوي الشباط عن نفس أبية، وخلق كريم، وفكر حصيف، أسهم في التعريف بالحركة الثقافية في الخليج العربي، الذي هو من أهم ملامحها وأبرز أعلامها، من خلال الندوات إلى جانب الإعداد الإذاعي وحماسة الناقد وجديته، وحساسية المبدع وتفاعله، فظهر له عدد من الكتب القيمة تشكل إضافة ليس للمكتبة العربية فقط، بل وللثقافة العربية بصورة عامة». وأشار محمد الخلفان إلى أن أعمال الشباط «أصبحت مرجعاً للأبحاث الأكاديمية، وأثرى المكتبة العربية بمؤلفات كثيرة يتجاوز عددها ال20، أبرزها «أدباء من الخليج» و«أبو العتاهية» و«أحاديث بلدتي القديمة» و«صفحات من تاريخ الأحساء» و«هجر واحة الشعر والنخيل» و«حديث الثلاثاء» و«ليلة أنس». وقال إنه من جيل الرواد، الذين «علينا تكريمهم، لا تثميناً لجهودهم المميزة، فهي لا تثمن بقدر، بل من باب التقدير». واعتبر الدكتور سعد الناجم تكريم الشباط وأمثاله من الرواد «وقوفاً تحت شجرة مثمرة لم ينهكها الجفاف في زمن الجفاف»، مشيراً إلى أن شمولية الشباط في الصحافة والأدب والتاريخ ومختلف حقول المعرفة، «سمة بارزة في جيل لم يثنه التعب، ولم تفسده الراحة، ولم يسر في نفسه الملل». أما مبارك بوبشيت فقال: «أستاذنا الكبير عبدالله الشباط أشهر من أن نكتب عنه ترجمة، لأنه أستاذ جيل، أعطى للثقافة في منطقته وفي المملكة عموماً، وفي الخليج ما تشهد به كتبه الرائدة». وأيضاً شاركت بعض المثقفات في تكريم الشباط، إذ قالت الشاعرة تهاني الصبيحة: «إن الشباط يعد تجربة ثقافية وصحافية، وسيلاً من العطايا في ماضي الأحساء وحاضرها». ثم حدثته قائلة: «بعيداً عن أدبك وعن هالة الضوء التي تطاردك أينما حللت، أريد أن أقول لك يا أبي كم أنت رائع حين طوعت الكلمة كي تترجم إنسانيتك، وتمس مشاعر من حولك من الناس». و أكد الدكتور ناصر الحجيلان أن الشباط «رجل جدير بالتكريم، خدم ثقافة المملكة والمنطقة الشرقيةوالأحساء في الصحافة، وأنتج صحيفة الخليج العربي، ويعتبر نبراساً لكثير ممن جاءوا من بعده من محبيه وتلاميذه من الأحساء ومن غيرها».