ابراهام لنكولن برأيي هو الرمز الذي يجب ان يشع على الجبهة الرمزية للولايات المتحدة، لاجورج واشنطن، ولا تمثال الحرية، ولا العم سام.. لان هذا الرجل هو خلاصة فلسفة الحلم الامريكي. هذا الحلم الذي يصور ان امريكا جنة الفرص! فمن العدم والقاع من الممكن ان تصبح الرجل الاول في القمة.. وهذا ما كانه "لنكولن". ان تكون امريكا ارضا لانصهار الاعراق ليسمو الانجاز الانساني صافيا خالصا من كل لون وانتماء، ان تكون ارضا للحرية والمساواة ووعدا حرا للانسانية كما يجب ان تكون الوعود.. كل هذا كان في "لنكولن"، وحارب من اجل ان ينقي الحلم من شوائب العبودية والتضييق والتفريق.. وتلقى رصاصة غادرة اردته ثمنا لما حارب طيلة عمره من اجله.. لذا فان وجه لنكولن هو وجه الحلم الامريكي كما اريد له ان يكون.. وقال "لنكولن" كلمة مأثورة دخلت كل الحضارات، وتغلغلت في كل العقول والثقافات وهي: "قد تستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت، وتستطيع ان تخدع بعض الناس كل الوقت. ولكنك لن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت.." امريكا تغيرت كثيرا، وعلا الحلم الامريكي الكثير من الغبار والكدر حتى كاد يغيب.. ولا نقول ان امريكا تنكرت تماما لمبادئها الاولى.. والا لما كان لمصارع كنا نتذكره علجا مشاغبا في حلقات المصارعة مثل "جسي فنتورا" ان يكون حاكما لولاية امريكية مهمة بل ويحقق شعبية طيبة.. على اننا نتكلم عن الحرية بالذات، واحترام الانسان، واحترام سيادات الدول، وهذا الذي نراه في الممارسات الامريكية في الساحة العالمية يدلنا بأحداث ودلائل قوية بان الخط المبدئي الامريكي صار كثير الاعوجاج والالتفاف.. ورأينا في التاريخ السياسي القريب جدا كيف صارت امريكا بإدارتها الرئاسية او بوكالاتها الفدرالية الشهيرة تدخل بيوت الدول من الابواب والنوافذ وشقوق الجدران.. وتعودنا ذلك.. ورأيت برنامجا في محطة "فوكس" وهي محطة تكاد من حبها الشوفيني لامريكا "كما تدعي على الأقل" ان تكره الجميع.. وسمعت مطالبات جادة بان تقوم الحكومة الامريكية بالضغط على كندا "جارتها الحليفة جدا" بان تغير نظام وقوانين اللجوء السياسي والهجرة لديها.. هذا كثير! انه نوع من الدعوة لتحكم امريكا كل العالم.. وهنا نعود الى الرئيس لنكولن ونستعير مقولته، فنقول "قد تستطيع امريكا حكم كل العالم بعض الوقت، وقد تستطيع حكم بعض العالم كل الوقت، ولكنها لن تستطيع ان تحكم كل العالم كل الوقت".