عمار باطويل رواية ( كوخ العم توم ) هي الرواية الأولى في أمريكا التي تتحدث عن معاناة السود في أمريكا والعبودية وقتئذ. ويعود تاريخ الرواية إلى عام 1852م، وترصد الرواية معاناة وبيع السود في أمريكا، وكان يباع رب الأسرة دون زوجته وأولاده حيث كان الخوف والقلق أن يُباع أحدهم دون الآخر وكان حلمهم أن يباعوا معاً لكي لا يفرق شملهم – والبكاء والنواح حاضران عندما يُباع أحدهم دون الآخر ولا يعرفون المصير. فإما أن يكونوا مع سيد طيب أو يكونوا مع سيد أبيض لا يرحم، وتشاهد الأم وهي تترجى السيد أن يشتريها مع ابنها أو ابنتها أو زوجها، ولكن السيد يعتذر لأسباب كثيرة.وكان يُباع الرضيع الذي لم يبلغ عامه الأول والأم تبكي وتترجى ألا يُباع ابنها، ولكن لا مفر من قهر العبودية التي لوثت أمريكا وشعبها-وحاول جزء من أمريكا وخاصة الجزء الشمالي أن يحرر العبيد ويبدو أن كثيراً من أبناء الشمال يتعاملون مع السود معاملة تختلف كثيراً عن ولايات الجنوب الأمريكي، وكان حلم هارييت ستاو هو الحرية للسود وهذا الشعور وضمير المؤلفة المنحدر من سلالة البشرة البيضاء في أمريكا كان حياً وقتها وإلا كيف بدأت بتأليف هذه الرواية؟ وهي رواية واقعية تتحدث عن وقائع شاهدتها المؤلفها بنفسها، وهي أحداث مريرة عاشها السود في أمريكا. والرواية قد أشعلت الحرب بين الشمال والجنوب بقيادة الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن الذي كان ضد الرق في أمريكا. وفي أسطر هذه الرواية قد توقعت هارييت ستاو أن السود في أمريكا سيحكمون البلد حيث تقول في الرواية : «قذرة أو غير قذرة .إنها سوف تحكمكم عندما يأتي زمانها). وبعد مرور 158عاماً من عمر الرواية جاء أوباما الأسود إلى كرسي الحكم في أمريكا وتحقق حلم هارييت ستاو التي خلدت بروايتها ودفاعها الشريف عن السود المظلومين في أمريكا، وهذا لا يقوم به إلا الأحرار الذين يرفضون الظلم وقهر الإنسان لأخيه الإنسان لأسباب لا ترتقي إلى أن تكون سبباً في معاناة البشر.