في صباح مشرق جميل مفعم برائحة القهوة فاجأتني رسالة غاضبة قرأتها في احدى جرائدنا الصادرة هذا الأسبوع أطارت رائحة القهوة وأصابتني بهبوط حاد في معنوياتي الأنثوية التي كانت في الأعالي، فحوى الرسلة الغاضبة كانت احتجاجا حادا على المطالبة بنسونة القيادات العليا لتعليم المرأة ولا أتكلم عن الدمج أو غير الدمج فقد حسم الأمر ورفعت الأقلام ولكن ما هالني ودعا أجهزتي الحسية تعيد مطالبتها بإعادة احتساء القهوة مثنى وثلاث ورباع بعيدا أيضا عمن يقول إنه مبرر أو غير مبرر فهذا الأمر يحسمه الشارع وتحسمه اتفاقية بين طرفين لاشك أن الشارع لم يمر بها دون أن يعطيها حقها من الاضاءة القدسية الكريمة ولنعد إذن إلي ما هالني وهو رفض المرأة للمرأة.. قالت النسوة اللاتي امتشقن القلم الذي أظنه كان يتمنى في تلك اللحظة الكئيبة أن يرتدي القناع بدلا عنهن لأنه لاشك خجل من حبره الذي اندلق رخيصا في لحظات ربما كانت غائبة عن الجمال الأنثوي المعطاء، لقد عهدت المرأة كريمة حتى في غيرتها وهذه الأخيرة أعاذنا الله وإياكم منها إذا تنمرت وأصبحت مستفزة فإنها شديدة المخالب أما إذا أمست قطة سيامية ناعمة الفراء مدورة الخدين كطفلة في الشهر الخامس وزنها أكبر من عمرها بثلاثة أشهر فإنها مستحبة ولا تسألوني لماذا؟!! معذرة معذرة أعود إلى رفض المرأة للقيادة، لا تنسوا مرة أخرى لا أعني قيادة المرأة السيارات التي للأسف ستكون صديقاتي الحميمات وأسرتي أول من سيعترض ليس لأنهم لا يحبون لي الخير بل لأن أنفسهم والممتلكات العامة عزيزة عليهم!! على كل حال وعد مني سوف أحافظ على أسرتي وصديقاتي والممتلكات العامة بكل ما أستطيع.. وبكل ما أستطيع سوف لن أكون فخورة بأي امرأة تحمل المعول لحفر الحفر في طريق أختها المرأة الأخرى لأنها لن تسقط فالمرأة الحقيقية ولا أعني "النمرة" سوف تتجاوز كل الحفر بحذاء رياضي أو بصندل نسائي رقيق، لن تتوقف المرأة الواثقة من طريقها ما دام الفكر الواعي يرافقها مثل ردائها الدافىء أو خاتمها الجميل ستظل سائرة تلك المرأة وليست وحيدة فمعها كل النبلاء رجل وامرأة وإن ارتفعت بعض الأصوات والتي تغيب سريعا في الريح ولا تترك إلا بقايا من رماد.