للجواري تاريخ ، ولهن قبل تاريخ الجواري تاريخ حياتهن الأسرية وعيشهن وثقافتهن الأصلية في بلدانهن ، وما تربين أصلا عليه قبل أن يكنّ جواري .لغتهن الاصلية واساطيرهن ومعتقداتهن ، وعلاقة نساء وطنهن الأصلي بالرجال .. استلهم الشعراء قديما الكثير من الجواري ، وجاء في المرويات الشعبية قصص وحكايات ، ولا ننسى ألف ليلة وليلة، ذالك الكتاب الذي سجل الكثير من صدق وكذب . تاريخ الجواري مليء بالكثير مما قيل ويقال ، يتم تربية بعضهن وخاصة الجميلات الصغيرات بطريقة خاصة ليكن جواري للملوك والسلاطين ، فيدرسن الأدب والشعر والأمثال والحكايات المسلية ، والأدبية وقليلة الأدب أيضا ، لهن شعر جميل مدون ، وخير من كتب عنهن وشعرهن أ. د. سهام الفريح .الأستاذة بجامعة الكويت .. كان للجارية في المجالس الكبيرة حضور قوي لا تتمكن الحرة من وصوله ، مما جعل لها أفقا أوسع .وحدثتنا كتب التراث أحاديث الفصاحة والملاحة للجواري. حيث ما كان يملكنه، ليس استعراض جمالهن الآري في أغلب الأحيان لكن الحديث السلس الذي لا يمل ، وكان مُلاكهن فرحين باستعراض جواريهم ، وكانت العروض تكبر كلما كبرت ثقافة الجارية وكلما حسن صوتها بالغناء، وعرفت وسائل التقرب لسيدها بالمقابل السيد كان يتوهج فرحا وهو ينصت للجارية التي بهرته بعلمها وذوقها وفصاحتها ، وحيث هي في حضرته متحررة من الضغوط ،من جهة والغيرة من الجواري الأخر تطلق لسانها وتبدع لتقفز السلم لتكن ام ولد وأكثر بل تصل لتكن حاكمة من الباطن (إن صح التعبير). راقبتها الحرة كثيرا ،وكسبت منها الكثير، حيث الثقافة المختلفة عن ثقافة المدينة العربية والبادية العربية ، وحاولت تقليدها ، انتصرت احيانا وفشلت أحايين أخرى. راحت الجواري ومضى زمنهن ، لكن أصبح في أمشاج الرجال شيء من حنين للسلطنة على الجواري ، فكان تحين الفرص والبحث عن الأسباب للزواج الثاني والثالث والرابع .. وكانت تحتدم روح الغيرة من جهة ونعومة الجارية من جهة أخرى .. وبقي في النسوة شيء من روح الجارية ، التي تتملق الرجل وترى الرجل هو القائد الفذ ، وتنكر على المرأة التي تراها ضرة أن تكن شريكة لها وزميلة عيش.. وجاء العلم وبعده جاء العمل ، ودخلت المرأة محرابه ، وهي تنافح كي تكون سيدة بيتها وحبيبة زوجها والعاملة المجدة والواعية في آن واحد . روح الجارية باقية في بعضهن لم يستطعن التخلص منها ، فجاءت أمور النسونة ،وأنا لا أفشي سرا إذا قلت عن أن روح الجارية المتملقة بالحديث الجميل وبعث روح النخوة في الرجل ونفش ريشه كي يكون القائد والقاضي والناصر في معركة النسونة ..والتمتع بالتفرج على الدجاجات المتعاركة .. ولأن هذا الأمر يحتاج لمقال آخر ، نبين فيه أسبابها ومسبباتها وطرق تلافيها ، وبقليل من حسن الإدارة والعدل من جهة وإطفاء روح النسونة والتخلص من عقدة الجارية والسلطان ..