كد وزير الخارجية التركية إسماعيل جيم سرا مكشوفا بإعلانه انه سوف يضم صفوفه مع نائب رئيس الوزراء السابق حسام الدين أوزكان ووزير الاقتصاد الحالي كمال درويش لتشكيل حزب ديمقراطي اجتماعي جديد. وقال جيم ان الاصلاحات المطلوبة على طريق انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي سوف تكون محور تركيز الحزب. وأوضح الوزير السابق في خطاب تلفزيوني ان الوقت قد حان للتخلي عن السياسة القديمة. وقال جيم تركيا بحاجة لادارة فعالة تولي أهمية للعمل والانتاجية، وتمنح الثقة للمشروعات وتنفذ التزاماتها الدولية . وتابع جيم ونحن نؤسس حزبنا بهدف إضافة بعد ديمقراطي اجتماعي لحركة الاصلاح . وجاء خطاب جيم ليتوج أسبوعا محموما في السياسة التركية شهد خلاله رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد تفكك حزبه، حزب اليسار الديمقراطي (دي.اس.بي). وبعد ساعة واحدة من إلقاء جيم خطابه، قال رئيس الوزراء بولنت أجاويد في أول حديث علني له منذ بداية الازمة في وقت سابق من الاسبوع، في مقابلة مع تلفزيون ان.تي.في الخاص. وقال أجاويد العليل الذي بدا مرهقا وضعيفا وأحيانا فاقدا لتسلسل أفكاره انه لم يفهم لماذا انسحب الكثير من النواب من حزبه اليساري. واضاف هؤلاء الذين استقالوا ليس لديهم حجج. ليس بإمكانهم القول علنا ما هي المشكلة (التي يعاني منها) حزب دي.اس.بي . واشار بقوله اعتقد انه لن يكون من السهل تشكيل حزب ذي مبادئ بعد هذه الافعال الخالية من المبادئ . وأوضح أجاويد انه ليس لديه نية للتنحي، وقال ان صحته للافضل يوما بعد يوم ، ولكنه قال انه قد يدرس إجراء انتخابات إذا فقد الائتلاف الحاكم المكون من ثلاثة أحزاب غالبيته في البرلمان. وحتى يوم الجمعة بلغ عدد النواب المستقيلين من حزب دي.اس.بي 44 نائبا، بينهم سبعة وزراء، لتنحسر سلطة الحزب في البرلمان في 84 مقعدا فقط من مقاعده البالغة 550 مقعدا. وكان أوزكان أول من فتح أبواب الطوفان عندما قدم استقالته يوم الاثنين الماضي. وتلاه وزير الخارجية جيم يوم الخميس، بينما وافق وزير الاقتصاد، المسئول السابق بالبنك الدولي، كمال درويش الذي لا ينتمي لاي حزب على البقاء في منصبه الخميس بعد ان طلب منه أجاويد والرئيس التركي ذلك. وفي الوقت ذاته، تلقت الحكومة ودور الوزير درويش فيها ضربة أخرى يوم الجمعة عندما أعلن زعيم حزب الحركة القومية (ام.اتش.بي) ان قرار درويش البقاء في الحكومة ومساعدة جيم في ذات الوقت يعد غير أخلاقي ولا معنى له. وقال دولت بهجلي للصحفيين في طريقه لمدينة مالاتيا بوسط الاناضول، من الان فصاعدا ستكون الفائدة الهامشية التي يجلبها للحكومة صفرا . وأكد بهجلي انه عازم على الضغط باتجاه إجراء انتخابات مبكرة في الخريف. وفي نداء يائس حث رئيس الوزراء أجاويد يوم الخميس أعضاء الحزب الباقين على الوحدة، لكن معظم المحللين يرون ان مستقبل يسار الوسط في تركيا سوف يؤول إلى الترويكا الجديدة التي تضم جيم ودرويش وأوزكان. وقال جيم ان هدف هذا التشكيل السياسي الجديد، الذي يرفع علم التغيير الديمقراطي، هو تغيير تركيا . وشرح جيم أسباب تخليه عن أجاويد فقال انه لم يكن قادرا على الاستمرار لان العملية الحكومية أصيبت بالشلل. ولم تعد تركيا تعمل في طريق الاصلاحات المطلوبة للانضمام للاتحاد الاوروبي. وقال جيم في إشارة واضحة للمحافظين في حزب أجاويد دي.اس.بي وشريكه في الائتلاف حزب الحركة القومية (ام.اتش.بي) اليميني المتطرف، من المستحيل خلق مستقبل في ظل البقاء في الماضي . ويعارض حزب ام.اتش.بي بقوة تطبيق إصلاحات لحقوق الانسان مثل إلغاء عقوبة الاعدام والسماح بتعليم اللغة الكردية واستخدامها في وسائل الاعلام. وقال جيم ان هدف العضوية الكاملة في الاتحاد الاوروبي هو مشروع للتغيير الاجتماعي .. ويتعين على تركيا ألا تفقد هذه الفرصة . وينتظر ان تكتمل صورة الحزب الجديد خلال أسابيع قليلة، كما يتوقع له ان يحقق انجازا طيبا في الانتخابات المبكرة التي يتوقع ان تجرى في الثالث من نوفمبر المقبل.