هناك فئات من الناس لا هم لهم ولا شغل عندهم سوى تجميع اكبر قدر ممكن من الأخطاء والهفوات التي يلاحظونها على الآخرين خاصة أولئك الذين شقوا طريقهم في مجال الإبداع والنجاح لأنهم لا يحبون أن يروا الإنسان ناجحا مميزاً يشار إليه بالبنان بل يحاولون إسقاط تلك الشخصيات أو التقليل من شأنها وذلك بالبحث عن تلك الهفوة الصغيرة أو الزلة اليسيرة وجعلها جريمة عظيمة وذنبا لا يغفر ابدا مع إضافة بعض المؤثرات والتحسينات على تلك الهفوة حتى تصبح قابلة للنشر والتوزيع مع عدم ذكر أو نشر مسوغات أو أسباب تلك الزلة أو الهفوة . وأنا لا اقصد من كلامي ذلك النقد البناء الذي يهدف صاحبه إلى تصويب الخطأ وإصلاح الشأن وتبيين الخلل وإسداء التوجيه الرشيد لإنجاح عمل ما لا ولكني اقصد تتبع العثرات والزلات دونما فائدة تذكر سوى التقليل من شأن المقابل وإسقاط شخصيته عند الناس، وإبراز المساوىء ؟ أو الزلات الصغيرة وتضخيمها والتقليل من شأن الحسنات الكبيرة وتحجيمها هذا هو عمل أولئك الناس وهذا هو دربهم ومسلكهم. كالذباب لا يقع على الأقذار والأقذار والاوساخ. فهل نصدق الذباب أن اخذ يقيم الشخصيات ويحللها ؟ وهل استطعنا التفريق بين الباحثين عن تصويب الخطأ وبين الباحثين عن الزلل ؟.