كثيرا ما يلحظ المتجول في رحاب الشبكة العنكبوتية أخبارا وتعليقات أو ربما تصريحات من المشاهير والفنانين معنونة ب «فضيحة فلان» رغم أن الأمر لا يعدو كونه فعلا اعتياديا صدر من شخص غير اعتيادي! وإن لم يكن كذلك، فلن يخرج عن كونه محض تصيد ماكر من حثالة حملت على عاتقها مهمة العمل التطوعي نيابة عن «ساهر» في تتبع عورات الناس وزلاتهم والكشف عن أدق مكامن أخطائهم! بينما يكمن العنصر الأقوى في المساعدة والمساندة لأولئك المصابين ب «متلازمة التجسس» في الأشخاص الذين يتتبعون جديد أخبارهم بشغف ويساهمون بشكل أو بآخر في نشرها، فيركزون جهدهم في ملاحقة زلات أقدام الناجحين، دونما محاولة في أن يجدوا لهم موضع قدم في مثل ذاك النجاح. وربما يكون عنصرا المفاجأة والانبهار بتلك الأحاديث والأخبار عاملين مشجعين لأمثال هؤلاء على المضي قدما حين تكون تلك المفاجأة صادرة عن أناس يبنون صورة الفنان أو الشيخ أو غيرهم في أذهانهم على أنهم قدوات معصومون من العيب والنقص، مبعدين عن تصورهم أن تصدر منهم الأفعال الإنسانية المعتادة، فضلا عن الأخطاء التي تنشر ك «فضائح» مزلزلة تلك التصورات الوردية. حديثي هنا ليس عن فئة قليلة بسيطة الأثر، بل عن الكثير ممن يعيشون بيننا ويحترفون نشر الفضائح والمساوئ، سواء كانت عن الشخصيات العامة المشهورة أو حتى عن عامة الناس في محيطهم، ويستنفدون طاقاتهم في ذلك بسوء استغلال لمختلف الوسائل، عبر ال «internet» و «Bluetooth».. إلخ. انشغال أمثال أولئك بتلمس «الظاهر» من عيوبهم والسعي لتحسين ذواتهم ومحاولتهم للوصول إلى بعض ما ناله غيرهم في سلم النجاح أولى بكثير مما يقترفون. فإذا لم يكن التجسس مباحا حتى لو كان بقصد النهي عن المنكر وإزالته، فكيف بما دون ذلك؟ «ولا تجسسوا» نحتاج كثيرا إلى تفعيلها.