عندما كان الوهج السعودي في قمته، كنا نرى أمامنا مجموعة (سوبر)من المهاجمين الهدافين، كل منهم يشكل طوق نجاة حقيقي في لحظة الخسارة، بل وصمام أمان في حالة الفوز، في السبعينات كنا نعرف سعيد الغراب ومحمد المغنم(الصاروخ)وحين لمع ماجد عبدالله كان أسطورة كروية، لم يظهر مثيل له منذ أن بدأ حتى أعتزل ، فماجد حكاية من ألف ليلة وليلة التي تروى لأجيال وراء أجيال ، وأهدافه لابد إنها كانت مادة تدرس في حصص التربية البدنية في المدارس، ولم يتوقف تدفق التوهج الهجومي عند حده، بل أن مدافعي الأندية والمنتخبات يقفون فى حيرة وهم يجدون أمامهم سامى الجابر وفهد المهلل ومحيسن الجمعان ويوسف الثنيان وسعيد العويران وشايع النفيسة وحمزة إدريس، في مهارات فنية وأهداف صاعقة وتكتيكات ذكية ، والسؤال الذي يطرح نفسه ،هل الملاعب السعودية تملك الآن مهاجمين على طراز النجوم الذين ذكرتهم ؟ الإجابة ستكون معروفة وهي بالنفي ، لعدم وجود مهاجمين (يملون العين)، حتى ياسر القحطاني الذي علقنا عليه الكثير من الآمال هذا الموسم، تراجع مستواه وأصبح مهاجما لا خطورة منه وأهدافه تغيب كثيرا عن الشباك ،على الرغم من إنه يلعب لأكبر نادي خليجي يملك قاعدة جماهيرية ، فمنذ متى كان المنتخب السعودي يلعب مباراتين أمام منتخب عمان ويكون نتيجة الهجوم وحصيلة التهديف (صفر) ! في كل موسم كروي يظهر مهاجم فقاعة يبرز فجأة ثم يختفي سريعا ،أما أن يكون حبيسا مقاعد الاحتياط وأما يواصل رحلة التنقل من نادي لأخر، والوحيد الذي كان مهاجما من طراز الكبار هو عبيد الدوسري ولكنه انتهى مبكرا لعدم اهتمامه بنفسه وعدم وجود من يتبنى هذه الموهبة . إذا كان هناك ثمة أزمة مهاجمين هدافين في الكرة السعودية، ففي الكويت افتقدنا مهاجمين هدافين أمثال جاسم يعقوب وفتحي كميل وعبدالعزيز العنبري وفيصل الدخيل لذا لا غرابة أن يسجل أهداف المنتخب المدافعان مساعد ندا وحسين فاضل، وحتى الكرة الإماراتية التي برز منها فهد خميس وعدنان الطلياني وزهير بخيت وعلي ثانى توقفت منذ سنوات على هدافها الوحيد إسماعيل مطر، وهكذا أصبحت الكرة الخليجية التي كانت دوما حبلى بالمهاجمين الهدافين تعاني من العقم الكروي الذي يبدو أنه سيدوم طويلا ولا ينفع في علاجه حتى مهاجمين الأنابيب !!
شربكة..دربكة لاعبو الوسط أيام زمان فؤاد أنور وخالد التيماوي وخالد مسعد وفهد الهريفي وصالح خليفة كان لديهم القدرة التهديفية عندما يعجز المهاجمين عن التسجيل فالحلول جاهزة وسريعة جدا في إنهاء المباراة عندما تحج حجايجها . مباراة المنتخب الكويتي الأخيرة أمام الإمارات لا تبشر بخير قادم في المباراة المصيرية أمام منتخب كوريا الجنوبية أخشى ما أخشاه أن يكون هناك تدخلا إداريا في عمل المدرب غوران وهذا يعنى نهاية منتخب طموح!! حيادية معلق أبوظبي الرياضية سمير اليعقوبي شدت المشاهدين ، وأنا أحدهم خلال تعليقه على مباراة الكويت والإمارات الأخيرة ، فقد أعطى المنتخب الكويتي حقه كاملا ولم يقلل منه ، وهذا من النادر أن نجده عند معلقين آخرين . محمد الدعيع أحد أفضل حراس المرمى في أسيا مستوىً وخلقا ، هل من المعقول أن ينتهي هذه النهاية الباردة ! يعتزل هرم العطاء هذا بكل هدوء وصمت قاتل، دون أن يقوم إتحاد كرة القدم السعودي بتكريمه حتى لو بباقة ورد ، لكن نحن نقول له كجمهور أمتعنا (كفيت ووفيت يابعد حيي) أخر شربكة: نزعل ونتكبّر وحنا من الطين والكل منا صدّ لاأقبل خويّه
نفخر نقول إنا على الصد قاوين وهيّ علينا في الحقيقة قويه!! جابر نصار [email protected]