ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن أكثر من 50 دولة رصدت سلالة كورونا الجديدة الأكثر عدوى، والتي كانت اكتُشفت فى بريطانيا. وقالت الصحيفة -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد- إن المدى الفعلي والحقيقي لانتشار هذه السلالة المتحورة وما إذا كان يمكن أن تكون بالفعل عاملًا في موجات لفيروس كورونا في الدول الأخرى قد لا يكون واضحًا لبعض الوقت؛ نظرًا لندرة الاختبارات الجينومية اللازمة لتحديد ذلك.
وأفادت بأنه وفقًا للبيانات المتاحة، هناك على الأقل ثلاث سلالات مثيرة للقلق تنتشر على نطاق أقل، رُصدت إحداها بجنوب إفريقيا والآخران في البرازيل. وأضافت أن بريطانيا، وهي إحدى الدول الأوروبية الأكثر تضررًا من الوباء، تتصدر العالم في تحديد التسلسل الجيني الدقيق لعينات الفيروس، المعروف باسم المراقبة الجينية، لافتة إلى أن هذه القدرة مكنتها من إخطار العالم بإعلان في 14 ديسمبر أنها اكتشفت سلالة يطلق عليه العلماء (بي.1.1.7) إلى جانب الأخبار المزعجة مفادها بأنها على الأرجح هي السبب وراء ارتفاع معدلات العدوى في العاصمة لندن والمنطقة المحيطة. وتابعت الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من أن أصل هذه السلالة من الفيروس، التي يُشار إليها على نطاق واسع باسم "البديل البريطاني"، غير معروف، فقد تركت حتى الآن الأثر الأكثر وضوحًا، موضحة أنه يُعتقد بأنها ساعدت في دفع معدل الإصابات في أيرلندا إلى ما بعد معدلات بريطانيا لتصبح ثالث أعلى معدل في العالم – خلال أسابيع قليلة فقط.
ونقلت (نيويورك تايمز) عن أنطوان فلاهولت مدير معهد الصحة العالمية بجامعة جنيف، قوله إن السلالات الجديدة تثير القلق في جميع أنحاء أوروبا، مما يدفع العديد من دول العالم للمحاولة بتسلسل متكرر ومنتظم للحصول على صورة أوضح لتأثيراتها. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه لا يُعرف حتى الآن أيا من السلالات هي الأكثر فتكا أو تسبب مرضًا أكثر خطورة، غير أن زيادة قابلية الانتقال والعدوى تزيد من عدد الحالات، مما يؤدي إلى مزيد من الضغوط وإجهاد المستشفيات الذي حتما ينتج عنه مزيد من الوفيات. ورأت أن ظهور هذه السلالات يبرز الحاجة الملحة إلى حملات التطعيم الجماعية، والتي كانت بدايتها مضطربة في أوروبا والولاياتالمتحدة وبدأت فقط في العديد من البلدان الأخرى، مثل الهند. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن العديد من البلدان تتوقع أن تأثير (بي.1.1.7) لا يزال في المستقبل. ووفقا للصحيفة، يعد هذا الاحتمال مزعجا في الولاياتالمتحدة، التي لطالما شهدت أكبر تفشي لفيروس كورونا في العالم، وهي في خضم زيادة في معدلات الإصابة. وحذر خبراء الصحة في الولاياتالمتحدة بعبارات رهيبة من أن (بي.1.1.7) سيكون على الأرجح المصدر المهيمن للعدوى في البلاد بحلول مارس المقبل. وأضافت أن ما يقرب من 20 دولة أوروبية سجلت إصابات بالسلالة المتحورة حتى الآن، حيث سجلت السلطات الدنماركية، أمس، أكثر من 250 حالة في عينات أخذت منذ نوفمبر الماضي، وتوقع وزير الصحة في البلاد أن يسود البديل البريطاني بحلول منتصف فبراير المقبل، وأفادت الهيئة المعنية برصد فيروس كورونا في البلاد أيضا بأنها رصدت حالة من السلالة التي تم العثور عليها جنوب أفريقيا. وأفادت (نيويورك تايمز) بأن العديد من البلدان في أوروبا تضاعف جهودها في مواجهة الفيروس مستشهدة بفرض فرنسا حظر التجول اعتبارا من أمس السبت، وحذرت السلطات من أنها قد تعيد فرض إجراءات الإغلاق الصارمة، وشددت إسكتلندا القيود الصارمة بالفعل، بما في ذلك حظر تناول المشروبات في الخارج ومنع العملاء من الدخول إلى المؤسسات لشراء الطعام أو القهوة الجاهزة إلى جانب إغلاق المدارس في بريطانيا وألمانيا، وفي تناقض صارخ رفضت السلطات في إسبانيا فرض إغلاق جديد على مستوى البلاد، بحجة أن الاكتشاف الأخير لعشرات الحالات من السلالة الجديدة لم يكن السبب في الارتفاع القياسي في الإصابات.