تمكن فريق من الباحثين من رفع حساسية الغرافين لالتقاط الضوء بمزاوجته مع تركيبات معدنية فائقة الصغر، حيث يعتبر أقوى مادة في الارض يمكن أن تساعد في تعزيز سرعة شبكات الانترنت التي تعتمد حزمة الاتصال واسعة النطاق “برودباند”.وطور فريق بحثي بريطاني طريقة لالتقاط هذه المادة لكمية أكبر من الضوء مما كان ممكنا سابقا وتحويلها إلى طاقة، إذ تمكن فريق من الباحثين من جامعات مانشستر وكمبرج من رفع هذه الحساسية لالتقاط الضوء بمزاوجة الغرافين مع تركيبات معدنية فائقة الصغر، ويعبد اكتشافهم الطريق إلى انجاز مُركبات ووصلات بصرية اكثر كفاءة. وقدم الباحثون وصفا لاكتشافاتهم في مجلة “نيتشر كومينكيشن” العلمية، ولا شك إن قابلية الغرافين على توصيل الكهرباء ليست شيئا جديدا، ففي الماضي، تمكن العلماء من انتاج خلية شمسية بسيطة من هذه المادة بوضع أسلاك معدنية ميكروسكوبية في أعلى رقائق من الغرافين وتسليط الضوء عليها.إن خصائص الاتصالية العالية في المادة تعني اأن الالكترونات يمكن ان تتدفق بسرعة عالية وبطاقة تحرك قصوى – مما يفتح الباب أمام إمكانية تقليل زمن التأخير في المكونات الالكترونية، ومن بينها مستقبلات الصور المستخدمة في أنظمة الألياف البصرية. ويقول البروفسور كوستيا نوفوسيلوف أحد الباحثيين الأساسيين في الفريق إن تكنولوجيا انتاج الغرافين تنضج يوما بعد آخر، وبات لها تأثيرها المباشر على (فهمنا) لنوع الفيزياء التي نجدها في المادة وعلى جدواها الاقتصادية ومدى تطبيقاتها الممكنة.وينظر العديد من الشركات الإلكترونية الكبرى في استخدام الغرافين في الأجيال القادمة من أجهزتها، الأمر الذي سيعزز بالتاكيد فرص انتشار استخدام الغرافين بشكل أكبر. ويقول زميله البروفسور اندريا فيراري من جامعة كمبرج بأن النتائج تظهر “القدرات المحتملة الكبيرة لهذه المادة في حقول الضوئيات (الفوتونكس) والالكترونيات البصرية”.وكان الباحثون نجحوا في صنع شرائح فائقة التوصيل وبالغة الرقة من الكاربون بسمك ذرة كاربون واحدة باستخدام شريط لاصق عام 2004.وتمكن اندري جيم وكوستيا نوفوسيلوف وكلاهما في الاصل من روسيا من استخلاص المادة الجديدة من مادة الغرافيت المستخدمة بشكل كبير في أقلام الرصاص. وفي عام 2010 منحا جائزة نوبل للفيزياء على عملهما هذا.