اعلن مصدر حقوقي لوكالة فرانس برس ان دبابات الجيش السوري ومدرعاته اقتحمت فجر الاحد احياء عدة في مدينة دير الزور (شرق) حيث جرت حملة اعتقالات واسعة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “ان الدبابات منتشرة في شوارع واحياء من المدينة وعلى التلال المحيطة بها” مؤكدا حصول حملة اعتقالات واسعة “عشرات في حي واحد”. واشار الى سماع اصوات انفجارات والى استخدام رشاشات ثقيلة منذ اكثر من ثلاث ساعات لكنه اضاف انه لم يتسن حتى الان الحصول على معلومات عن سقوط قتلى وجرحى. وكان عبد الرحمن افاد في وقت سابق ان الدبابات والمدرعات وناقلات الجند مدعومة بجرافات تقدمت من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق وتمركز بعضها امام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في اطراف المدينة. واضاف في اتصال هاتفي من مقره في لندن ان “اصوات القذائف تسمع الان في احياء عدة من المدينة وتختلط باصوات التكبير التي تعلو من المساجد”. واوضح ان هذه الدبابات والمدرعات وعددها يناهز 250 آلية والتي كانت منتشرة في اربعة انحاء من دير الزور اتخذت ليلا وضعية هجومية وتجمعت في ارتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة مشيرا الى ان القصف استمر دقائق فقط وتقدم اثره رتل من الدبابات الى حيي الموظفين والعمال. واضاف نقلا عن ناشطين في دير الزور انه بعدها جرت عملية تموضع انطلقت على اثرها عملية الاقتحام من عدة محاور على وقع قصف مدفعي. واشار عبد الرحمن الى ان اهالي حي الجورة عمدوا الى اعاقة تقدم اليات الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية اقاموها في حيهم. وكان المرصد اكد الجمعة ان دير الزور تشهد منذ الاربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفا من هجوم وشيك قد يشنه الجيش على المدينة المحاصرة. من جهتها اعلنت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان “الجيش اقتحم كلا من احياء الموظفين القصور العمال الجورة الطب الضاحية الرشدية الحوريقة كنامات وأصوات انفجارات قوية جدا في مختلف ارجاء المدينة”. واكدت اللجان حصول “انشقاق كبير” في صفوف الجيش خلال اقتحامه منطقة الجورة مؤكدة ان “العناصر المنشقين يحاولون حماية الاهالي من هجوم الامن والشبيحة (ميليشيات موالية للنظام)”. واضاف البيان ان “قوات من الجيش والامن تطوق دير الزور الآن بشكل كامل وتمنع الاهالي من النزوح منها”. الى ذلك اكد عبد الرحمن وفاة شخصين متأثرين بجروح اصيبا بها امس اثناء تظاهرة في مدينة ادلب بعد صلاة التراويح. وكان المرصد نقل عن نشطاء في ادلب السبت ان “متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح في المدينة وصل عددهم الى 20 الف متظاهر قبل ان تتدخل الاجهزة الامنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم، وقد ادى استخدام القوة الى اصابة 25 شخصا بجراح، اصابات بعضهم حرجة”. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اتصل هاتفيا السبت بالرئيس السوري بشار الاسد ودعاه الى وقف الحملة العسكرية التي يشنها نظامه ضد المتظاهرين المطالبين برحيله. وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف مارس اسفرت عن سقوط حوالى الفي قتيل بينهم اكثر من 1600 مدني وفق منظمات حقوق الانسان. وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريب واعمال عنف اخرى.