دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال سكان وناشطون إن قوات الامن مدعومة بالدبابات وآليات عسكرية قامت امس باقتحام مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب، متحدثين عن حملة اعتقالات واسعة في المدينة، في موازة ذلك، واصلت الدبابات قصف مدينة دير الزور في شرق البلاد لليوم الثاني على التوالي في تصعيد لحملة العنف ضد المحتجين. فيما شهدت حمص مواجهات بين قوى الامن وعشرات الآلاف من المحتجين خرجوا في مختلف انحاء حمص ليلة اول من امس في تظاهرات احتجاجاً على الحملة الامنية في المدينة وفي دير الزور وحماة التي باتت الاخبار عنها قليلة بسبب انقطاع كل وسائل الاتصال عنها. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة قتلى هم سيدتان إحداهما مع ابنيها سقطوا امس برصاص قوات الامن في دير الزور شرق سورية. وقال المرصد نقلاً عن ناشطين ان «سيدة واثنين من ابنائها كانوا يبحثون عن ملاذ امن فارقوا الحياة عندما اطلقت عليهم دورية امنية الرصاص الحي في حي الحويقة». كما تحدث عن «استشهاد امراة في حي الجورة برصاص اطلقته قوات الامن». وأضاف الناشطون ان «الاجهزة الامنية بدأت حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة الوادي بحي الجورة الواقع غرب المدينة»، موضحاً ان «الحملة اسفرت عن اعتقال 34 شخصاً حتى الآن». وتابع المرصد ان «الحملة ترافقت مع عملية ترويع للاهالي في منازلهم ويجري احراق الدراجات النارية التي يستخدمها الاهالي في التنقل». وأبلغ احد السكان ويدعى محمد «رويترز» عبر الهاتف ان ضاحية الحويقة تتعرض لقصف عنيف من مركبات مدرعة وان المستشفيات الخاصة مغلقة وأن الناس يخشون نقل المصابين للمنشآت الحكومية لأنها تعج بالشرطة السرية. وقال بينما سمع في الخلفية أصوات نيران أسلحة ثقيلة، ان ضاحية الجورة في دير الزور على نهر الفرات تعرضت لقصف عنيف من قوات الامن وان آلاف السكان فروا من الضاحيتين. وأضاف ان 65 شخصاً على الاقل قتلوا منذ اقتحمت دبابات ومركبات مدرعة المدينة. وجاء الهجوم على دير الزور المنتجة للنفط والمتاخمة للعراق بعد أسبوع من اقتحام دبابات مدينة حماة. وقال ناشط آخر ان هجوم دير الزور قد يمثل نقطة تحول في الازمة حيث سيواجه القمع بنتائج عكسية وسيبدأ الشعب في حمل السلاح ضد النظام. وتقول السلطات السورية انها تواجه هجمات مسلحة منذ بدء الاحتجاجات في آذار (مارس) والقت اللوم على مخربين مسلحين وحملتهم مسؤولية مقتل مدنيين واتهمتهم بقتل 500 فرد من رجال الامن. ونفت الحكومة السورية ليل اول من امس وقوع هجوم في دير الزور. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن دير الزور لم تدخلها دبابة واحدة ووصفت التقارير عن وجود دبابات في المدينة بأنها من عمل قنوات تلفزيونية فضائية محرضة. وتفرض سورية حظراً على اغلب وسائل الاعلام المستقلة منذ بداية الاحتجاجات الامر الذي يجعل من الصعب التحقق من روايات السكان والنشطاء والسلطات. وفي محافظة ادلب، قال المرصد ان «دبابات وناقلات جند مدرعة كانت متمركزة شرق المدينة منذ اكثر من شهر اقتحمت مدينة معرة النعمان عند الساعة 5.30 (3.30 تغ) ورافقتها قوات امنية بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة ما زالت مستمرة واسفرت عن اعتقال العشرات حتى الان». وكان سكان قد اعربوا من مخاوفهم من قرب شن قوى الامن حملة في مدن المحافظة التي تنشط فيها حركة الاحتجاجات وتحدث السكان عن قطع الكهرباء والاتصالات والمياة عن ادلب ما عزز مخاوف قيام الجيش بعملية في المحافظة. وفي حمص (وسط) خرجت بعد صلاة التراويح تظاهرات كبيرة ضد النظام. وقال المرصد السوري إن «قوات الامن قامت باطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين ما ادى الى سقوط جريح على الاقل». وكانت حملة امنية في حمص اول من امس ادت الى مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً. وأفاد المرصد في بيان انه وبعد صلاة التراويح خرجت في عدة احياء من مدينة حمص تظاهرات كان اكبرها في حي الخالدية. وأضاف انه «في حي الانشاءات انطلقت تظاهرات حاشدة حيث تعرض المتظاهرون لإطلاق نار كثيف كما هو الحال في شارع الحمرا وحي الغوطة حيث قامت قوات الامن والشبيحة بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين مما ادى الى سقوط جريح على الأقل». وتابع انه في حي البياضة خرجت تظاهرة حاشدة كما انطلقت عدة تظاهرات في حيي باب السباع وباب الدريب «المحاصرين منذ ما يزيد على أسبوعين حيث قامت قوات الامن بقطع الاتصالات وتكسير علب الهاتف الارضي فيها». وأكد المرصد ان «تظاهرة كبيرة انطلقت في مدينة تدمر التي اتسعت فيها الاحتجاجات حيث تخرج التظاهرات بشكل يومي منذ بداية رمضان بعد التراويح». وأضاف ان مدينة الرستن شمال حمص شهدت بدورها تظاهرة حاشدة ضمت آلاف المتظاهرين، كما «خرجت تظاهرة كبيرة في مدينة الرستن هتفت لحماة ودير الزور والحولة»، المدن الثلاث التي شهدت عمليات عسكرية واسعة النطاق نفذها الجيش ضد المتظاهرين. ولا تزال الاتصالات مقطوعة عن مدينة حماة مما لا يسمح بمعرفة وقائع الاحداث. واستمرت التظاهرات في عدة مدن سورية، حيث ذكرت الرابطة السورية لحقوق الانسان ان «عدة تظاهرات مناهضة للنظام انطلقت بعد صلاة التراويح» ليلة اول من امس. وأفادت ان اكبر التظاهرات جرت في ريف دمشق واللاذقية وبانياس والحسكة (شمال شرق) ورأس العين (شمال) والقامشلي (شمال شرق) والرقة (شمال) وفي درعا (جنوب) وفي ريفها.