دمشق - أ ف ب - قتل 27 مدنياً بينهم طفل اثر عمليات عسكرية قام بها الجيش السوري صباح الاحد في ريف حمص (وسط) ودير الزور (شرق) على رغم تزايد الضغوط الدولية التي يواجهها النظام السوري لوقف العنف. واقتحم الجيش السوري تدعمه دبابات ومدرعات وآليات عسكرية متفرقة مدينة دير الزور كما دخل مدينة الحولة الواقعة في ريف حمص ما أسفر عن مقتل 27 مدنياً وجرح العشرات كان نصيب دير الزور 20 قتيلاً منهم على الاقل، حسبما أفاد ناشط حقوقي. وذكر رئيس "الرابطة السورية لحقوق الانسان" عبد الكريم ريحاوي لوكالة "فرانس برس" أن "العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش وتركزت في حي الجورة في دير الزور أسفرت عن مقتل 20 مدنياً وجرح العشرات". وأضاف: "هذه العملية ترافقت مع حملة اعتقالات". ويأتي ذلك بالتزامن مع دخول قوات الجيش مع 25 دبابة وآلية عسكرية صباح اليوم (الاحد) تجمع قرى الحولة (تلدو وكفر لاها وتل الذهب) والقيام بعمليات عسكرية أسفرت عن مقتل 7 مدنيين بينهم طفل وجرح اخرون"، بحسب الناشط. وكان مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن قال ل "فرانس برس" إن دبابات الجيش السوري ومدرعاته اقتحمت فجر الاحد أحياء عدة في مدينة دير الزور، مشيراً الى سماع اصوات انفجارات والى استخدام رشاشات ثقيلة. وكان عبد الرحمن أفاد في وقت سابق بأن الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وعددها يناهز 250 آلية مدعومة بجرافات تقدمت من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق وتمركز بعضها أمام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في اطراف المدينة. وأشار عبد الرحمن الى ان اهالي حي الجورة عمدوا الى اعاقة تقدم آليات الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية اقاموها في حيهم. وكان المرصد أكد الجمعة أن دير الزور تشهد منذ الاربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفاً من هجوم وشيك للجيش على المدينة المحاصرة. الى ذلك، أكد عبد الرحمن وفاة شخصين متأثرين بجروح اصيبا بها اثناء تظاهرة في مدينة ادلب (شمال) بعد صلاة التراويح السبت. ونقل المرصد عن نشطاء في ادلب السبت ان "متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح في المدينة وصل عددهم الى 20 ألف متظاهر قبل ان تتدخل الاجهزة الامنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم، وقد ادى استخدام القوة الى اصابة 25 شخصا بجراح، اصابات بعضهم حرجة". كما نقل المرصد عن احد العاملين في الحقل الطبي في حماة (وسط) وتمكن من مغادرتها مساء (السبت) ان "8 اطفال خدج كانوا في حاضنات الاطفال في مشفى الحوراني توفوا اثر قطع السلطات السورية التيار الكهربائي يوم الاربعاء". واشار الى ان "انقطاع التيار الكهربائي كان تمهيداُ لاقتحام الجيش والقوات الامنية للمدينة"، لافتاً الى ن "الجميع خائفون في المدينة". ولا تزال الاتصالات مقطوعة عن مدينة حماة مما لا يسمح بمعرفة وقائع الاحداث. وفاد شهود وناشطون وحقوقيون بأن العشرات قتلوا في مدينة حماة اثر عمليات عسكرية بدات منذ أيام بررتها السلطات بالعمل على اعادة الامن والاستقرار الى المدينة في مواجهة "التنظيمات الارهابية المسلحة". ودبلوماسيا، اعربت سورية الاحد على لسان مصدر رسمي عن اسفها حيال بيان دول مجلس التعاون الخليجي الذي عبرت فيه عن قلقها البالغ حيال "الاستخدام المفرط للقوة" في سورية. واضاف المصدر ان "الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سورية يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي الدعوة لوقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيرا (..) ويتطلب ايضا إعطاء الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي الإصلاحات المطروحة ثمارها". وياتي ذلك فيما اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد ان "التعامل مع الخارجين عن القانون من اصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الاهالي واجب على الدولة لحماية امن وحياة مواطنيها". بحسب سانا. وقال الاسد خلال استقباله وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور"ان سورية ماضية في طريق الاصلاح بخطوات ثابتة". وردت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والاعلامية بثينة شعبان الاحد بقوة على الموقف التركي تجاه ما يجري في سورية مؤكدة ان وزير الخارجية التركي سيسمع لدى زيارته سورية "كلاماً أكثر حزماً". وانتقدت شعبان الموقف التركي الذي "لم يدن حتى الان جرائم القتل الوحشية بحق المدنيين والامن والجيش" بحسب الشريط الاخباري. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن ان صبر تركيا "نفد" ازاء استمرار نظام الاسد في قمعه الدموي للمتظاهرين ولذلك سيزور وزير خارجيته احمد داود اوغلو دمشق الثلاثاء لينقل اليها "بحزم رسائل" بهذا المعنى. وتستمر التظاهرات في عدة مدن سورية، حيث ذكر رئيس الرابطة ان "عدة مظاهرات مناهضة للنظام انطلقت بعد صلاة التراويح مساء السبت. وجرت التظاهرات في "حي القدم والميدان في العاصمة تم تفريقهما بالقوة واستخدام قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي كما خرجت مظاهرة في حي كفرسوسة". وفي ريف دمشق اضاف الناشط "خرج نحو 10 الاف متظاهر في دوما كما جرت مظاهرات في حرستا والتل والكسوة ورنكوس وقارة وداريا". وذكر رئيس الرابطة ان مظاهرات كذلك جرت "في بعض احياء حمص وريفها وفي حلب حيث فرقت المظاهرة بالقوة في حي الصاخور وشنت قوات الامن حملة اعتقالات فيه". وعلى الساحل السوري، خرجت مظاهرات في "عدة احياء من اللاذقية وفي جبلة وبانياس كما خرجت مظاهرات في دير الزور والحسكة (شمال شرق) ورأس العين (شمال) والقامشلي (شمال شرق) والرقة (شمال) وفي درعا (جنوب) وفي ريفها بالاضافة الى قرى في ريف ادلب، بحسب الناشط. وتشهد سورية حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار/مارس ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل اكثر من 12 الف شخص ونزح الالاف، وفق منظمات حقوقية. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى.