بعد أسبوع من بدء الحملة العسكرية على مدينة حماة السورية، قامت أمس عشرات الدبابات باقتحام مدينة دير الزور شرق سورية على الحدود مع العراق. وقال ناشطون وسكان إن الهجوم حدث فجراً واستمر طوال ساعات أمس وأن عدد الضحايا لا يقل عن 42 مدنياً، موضحين أنه مرشح للارتفاع بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة المعروفة بقوة الروابط القبيلة فيها. وأفاد ناشطون أن عدداً من زعماء القبائل في دير الزور أعلنوا ولاءهم للنظام، فيما رفض زعماء قبائل آخرين. وتزامن مع العملية الموسعة في دير الزور، دخول قوات الجيش مع 25 دبابة وآلية عسكرية صباح أمس إلى حمص، حيث داهموا تجمع قرى الحولة (تلدو وكفر لاها وتل الذهب). وقال ناشطون إن 13 مدنياً على الأقل قتلوا في حمص، وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن من بين القتلى طفلاً في العاشرة من عمره يدعى علي حسن وفتاة في السادسة عشرة من العمر تدعى ندى أحمد رسلان. وعن دخول الجيش دير الزور، قال ناشطون وسكان محليون إن دبابات الجيش دخلت العديد مناطق المدينة في عملية بدأت فجراً، موضحين أنه سمع دوي إطلاق نيران أسلحة آلية ثقيلة وانفجارات. وقال مقيم بالمدينة بالهاتف ل «رويترز»: «المدرعات والدبابات دخلت أحياء عدة على المشارف. إنهم يطلقون نيران أسلحة آلية ثقيلة وسمع دوي الانفجارات في منطقة الجورة». وأوضح رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن 42 مدنياً قتلوا في دير الزور وجرح أكثر من 100 شخص برصاص قوات الأمن ووحدات من الجيش. وأضاف رئيس الرابطة إن هذه العملية «ترافقت مع حملة اعتقالات». كما أشار ريحاوي «الى نزوح الآلاف من دير الزور باتجاه الحسكة (شمال شرق)». وقال مقيم لرويترز: «في وقت مبكر من هذا الصباح اقتحمت أرتال الدبابات العسكرية والجرافات تحت غطاء من إطلاق نار كثيف المداخل الغربية والشمالية للمدينة وأزالت الحواجز التي وضعها السكان». وأضاف المقيم الذي ذكر أن اسمه أبو بكر بالهاتف: «تتخذ 12 دبابة مواقعها في الساحة الرئيسية في سوق الجبيلة في القطاع الشمالي لدير الزور». وكان سكان دير الزور الواقعة على نهر الفرات بالمحافظة المتاخمة للحدود مع العراق يستعدون لهجوم على مدينتهم. وأظهر تسجيل فيديو نشر على الإنترنت الأسبوع الماضي اجتماعاً عشائرياً يبحث الاستعدادات لمقاومة مسلحة لأي تحرك عسكري ضدهم. وقال أبو بكر من منطقة الجبيلة التي شهدت بعضاً من أكبر التظاهرات في الأسابيع الأخيرة إن أصوات التكبيرات كانت تدوي من مكبرات الصوت بالمساجد. وقال ساكن آخر إن الدبابات وناقلات الجنود المدرعة عبرت نهر الفرات وانتشرت في وسط المدينة. وأضاف الساكن بينما كان دوي قذائف الدبدبات والمدافع الرشاشة يتردد: «القذائف تقصف الآن حي الجورة... لا أحد يجرؤ على الخروج في الشارع قرب الميدان الرئيسي». وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وعددها يناهز 250 آلية مدعومة بجرافات تقدمت من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق وتمركز بعضها أمام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في أطراف المدينة. وأشار عبد الرحمن الى أن أهالي حي الجورة عمدوا الى إعاقة تقدم آليات الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية أقاموها في حيهم. وكان المرصد أكد أن دير الزور تشهد منذ الأربعاء حركة نزوح واسعة النطاق تكثفت الخميس، وذلك خوفاً من هجوم وشيك للجيش على المدينة المحاصرة. أما في حمص، فقد أفاد ناشطون أن ما لا يقل عن 13 مدنياً بينهم طفلان قتلوا فيما جرح آخرون إثر عملية عسكرية قام بها الجيش في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص. وذكر المرصد السوري أن «قوات الجيش دخلت مع 25 دبابة وآلية عسكرية تجمع قرى الحولة (تلدو وكفر لاها وتل الذهب) وأجرت عمليات عسكرية». وأشار المرصد الى احتمال ارتفاع عدد الضحايا «نظراً لوجود إصابات خطرة»، كما أشار الى إصابة العشرات في الهجوم. وأوضح المرصد «أن القتلى سقطوا عندما أطلقت العناصر النار بواسطة الرشاشات الثقيلة». وفي حماة قال مقيم إن الدبابات والعربات المدرعة انتشرت في أنحاء المدينة أمس بعد حملة استمرت أسبوعاً قالت جماعة ناشطين إنه قتل خلالها 300 مدني. الى ذلك أكد المرصد السوري وفاة شخصين متأثرين بجروح أصيبا بها أمس أثناء تظاهرة في مدينة إدلب (شمال) بعد صلاة التراويح ليلة أول من أمس. وكان المرصد نقل عن نشطاء في إدلب أن «متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح في المدينة وصل عددهم الى 20 ألف متظاهر قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم، وقد أدى استخدام القوة الى إصابة 25 شخصاً بجروح، إصابات بعضهم حرجة». وأضاف المرصد في بيان أنه مساء السبت سمع صوت «إطلاق رصاص كثيف في الحارة الشمالية بمدينة إدلب ويعتقد أن إطلاق الرصاص هو لتفريق ما تبقى من المتظاهرين». وفي مدينة سراقب الواقعة في محافظة إدلب أكد المرصد أن السلطات «قطعت التيار الكهربائي عن المدينة التي خرج فيها نحو 1500 متظاهر بعد صلاة التراويح»، مرجحاً أن يكون قطع الكهرباء «تحضيراً لعملية اقتحام أمنية» للمدينة الواقعة جنوب شرقي إدلب. كما أشار المرصد الى أن السلطات قطعت الكهرباء أيضاً عن مدينة بنش الواقعة كذلك في محافظة إدلب، مؤكداً أن قطع التيار الكهربائي لم يحل دون استمرار تظاهرة خرجت بعد صلاة التراويح للمطالبة بإسقاط النظام. وذكرت الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن «تظاهرات عدة مناهضة للنظام انطلقت في مختلف أنحاء سورية بعد صلاة التراويح مساء أمس السبت». وأشارت الى تظاهرات جرت في «حي القدم والميدان في العاصمة تم تفريقهما بالقوة واستخدام قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي كما خرجت تظاهرة في حي كفرسوسة». وتابعت: «خرج نحو 10 آلاف متظاهر في دوما كما جرت تظاهرات في حرستا والتل والكسوة ورنكوس وقارة وداريا». وذكرت الرابطة أن تظاهرات كذلك جرت «في بعض أحياء حمص وريفها كما في القصير وتلكلخ وتدمر وباب هود وفي حلب حيث فرقت التظاهرة بالقوة في حي الصاخور وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات فيه». وعلى الساحل السوري، خرجت تظاهرات في «أحياء عدة من اللاذقية وفي جبلة وبانياس». كما خرجت تظاهرات في دير الزور والحسكة (شمال شرق) ورأس العين (شمال) والقامشلي (شمال شرق) والرقة (شمال) وفي درعا (جنوب).