توصل قادة الدول الثماني والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول الهجرة فجر الجمعة رحبت به إيطاليا بعد أن هددت بإفشال قمة بروكسل إذا لم تتضامن الدول الأوروبية معها في استقبال المهاجرين. وقال رئيس الوزراء الشعبوي الايطالي جوزيبي كونتي الجمعة إن "إيطاليا لم تعد وحدها"، بعد أن صّعد الضغوط على شركائه باعتراضه على التوصيات الأولى حتى قبل بدء النقاش حول الهجرة. وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاتفاق قائلاً أمام صحافيين إن "التعاون الاوروبي هو المنتصر"، مضيفا "لقد اتخذنا قرارا بالتكافل المتوجب علينا إزاء دول الوصول". ويقوم الحل الوسط على اعتماد "نهج جديد" مع إنشاء "منصات إنزال" المهاجرين خارج أوروبا بهدف ردعهم عن اجتياز المتوسط. وينص كذلك على إقامة "مراكز خاضعة للمراقبة" في دول أوروبية على أساس اختياري يوضع فيها المهاجرون بعد وصولهم وتجري فيها بصورة سريعة عملية فرز المهاجرين غير الشرعيين الذين ينبغي ترحيلهم عن أولئك الذين يحق لهم طلب اللجوء ويمكن توزيعهم ونقلهم إلى دول أوروبية أخرى وذلك بالمثل على أساس "تطوعي". ويشكل هذا استجابة لرغبة إيطاليا بأن يتم "تشارك المسؤولية" إزاء جميع المهاجرين الواصلين إلى أوروبا. ويدعو الاتفاق الأعضاء كذلك إلى "اتخاذ كل الإجراءات" الضرورية على المستوى الداخلي لتجنب انتقال المهاجرين بين دول الاتحاد الأوروبي، في ما يجري من "حركات داخلية" غالباً ما تتجه نحو ألمانيا التي تشهد جدلا سياسيا أضعف المستشارة أنجيلا ميركل. وقالت ميركل "أنا متفائلة لأنه يمكننا الآن أن نواصل العمل وإن كان علينا أن نبذل الكثير من أجل تقريب وجهات النظر المختلفة". لقد تم خوض مفاوضات شائكة للتوصل إلى تلك التسوية التي لا يزال يتخللها الكثير من الغموض بشأن عدة نقاط. وأمكن تحقيق تقدم بناء على مقترحات أعدها كونتي مع ماكرون. ورحب مصدر حكومي إيطالي بالمساهمة "الكبيرة" التي جاد بها ماكرون بعد أن خاض سجالاً مع أعضاء في الحكومة الإيطالية. ورافق التوتر في المجلس الأوروبي أسبوعان من الخلاف حول سفينتي مهاجرين أغيثوا في المتوسط ورفضت الحكومة الإيطالية السماح لهما بالرسو في موانئها. وعقدت القمة في حين تعاني المستشارة الألمانية من الضعف بسبب الخلافات مع حليفها اليميني الاتحاد المسيحي الاجتماعي المتشدد حيال مسألة الهجرة. وقال مصدر حكومي إيطالي أن ما حدث مع سفينة اكواريوس أمر ملفت، وهي السفينة التي كانت تقل 630 مهاجرا ورفضت إيطاليا ومالطا استقبالها. وتابع انه "لدى وصولها الى إسبانيا تقاسمت بلدان أوروبية" عبء استقبال المهاجرين. أما سفينة لايفلاين فرست الأربعاء في مالطا بعد أيام في البحر. وعدا عن أن تفاصيل المشروع لا تزال غامضة، فإنه يثير العديد من الأسئلة حول مدى ملاءمة بنوده لأحكام القانون الدولي. ومنذ الخميس، أعلن وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة أن بلاده ترفض فكرة إقامة مراكز استقبال خارج الاتحاد الأوروبي. وعبر الرئيس الألباني كذلك عن معارضته الشديدة لهذا المقترح. ودعا قادة الاتحاد الأوروبي كذلك إلى التوصل إلى توافق بشأن اتفاقية دبلن التي يتعثر تعديلها منذ عامين من دون أن يتفقوا على جدول زمني، في حين حددت هذه القمة كمهلة نهائية لذلك قبل بضعة أشهر. ويحمل "نظام دبلن" بلدان الوصول المسؤولية الرئيسية في معالجة طلبات اللجؤ وبالتالي فإنها تحمل هذه البلدان العبء الأكبر بصورة غير متوازنة. وتقترح المفوضية الأوروبية بأن يتم وقف العمل بهذه القاعدة بصورة استثنائية في فترات الأزمات مع توزيع طالبي اللجوء انطلاقاً من نقطة وصولهم لكن دولا مثل المجر وبولندا ترفض ذلك بدعم من النمسا بينما تطالب إيطاليا بنظام توزيع دائم والتخلي بشكل نهائي عن مسؤولية دول الوصول.