استهل فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الْيَوْمَ في خطبة الجمعة خطبته بذكر أن الله اختار الإنسان ليستخلفه في الأرض فوهبه العلم مناط العمل و التشريف ومنحه العقل مناط الخطاب والتكليف والعلم مناط الفضل والتشريف . و فضل الله الإنسان على كثير ممن خلق بنعمة العقل ورتب على ذلك التكليف والعمل . وقال فضيلته : معاشر المسلمين يستقبل الطلاب والطالبات هذه الأيام بداية فصل دراسي جديد فهنيئا لمن جد واجتهد وبذل وسعه في الخير فسعد فإن العلم هو حجر الأساس وهو الوسيلة التي يتعرف بها الإنسان على دينه وهو الوسيلة التي يستطيع بها الإنسان أن يعرف طاعة ربه . وأول امر جاء به جبريل من عند الله إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو الأمر بتعلم وأول آية نزلت من القرآن (إقرأ ) وأكد فضيلته : أن القرآن حث على التعلم والله لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يسأله الزيادة من شيء إلا من العلم فقال :(وقل رب زدني علما ) وأشاد بمنزلة العلماء فقال إنما يخشى الله من عباده العلماء وقرنهم الله تعال بنفسه وملائكته في الشهادة بوحدانيته . فخذوا للعلم من أوقاتكم نصيبا مفروضا و حثوا أبناءكم على الاجتهاد في طلبه وتحصيله . وبين فضيلة أن طالب العلم يحتاج إلى إخلاص النية وصدق العزيمة وتزكية النفس والتجرد من المعوقات والمثبطات فلن يدرك السعادة من لزم الوسادة . و يحتاج طالب العلم إلى الآداب الشرعية في طلبه حتى يصبح لها قدوة ومثالا حسنا وأهلا لتحمل الرسالة ومن عدول الأمة . وللعلم أوعية يحفظونه وحماة يحمونه ورجالا يحملونه وشيوخا يخدمونه ينتقل عبر الأجيال عن طريقهم وينتشر في الآفاق بجهودهم . أيها المجتمع أن المعلم ينوب عن الأنبياء والعلماء في وظيفتهم التربوية والتعليمية ويقوم بخدمة الأمة في إعداد الأجيال المستقبلية ويزرع في أبناء الجيل بذور الحيات والسعادة الدنيا والأخروية فهو حري بالإحترام والتقدير وجدير بالتبجيل والتوقير فأقيلوا عثراتهم وتجاوزوا زلاتهم أيها المعلمون والمعلمات أيها المربون والمربيات كونوا أسوة حسنة وتحلوا بالعلم وآدابه فانتم كبيرون في عيون طلابكم والطلاب مولعون بمحاكاتكم والاقتداء بكم المسؤولية عظيمة والأمانة الملقاة على عواتقكم كبيره فأبناء الجيل أمانة في ذممكم وودائع الأمة بين أيديكم ومستقبلها متعلق بمسؤلياتكم فألله الله في رعيتكم الله الله في رعيتكم . واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء : اللهم أرضَ عنَّا بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمُشرِكين ، والكفر والكافرين يا رب العالمين ، اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك ، ، اللهم أظهِر هديَ نبيِّك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – في العالمين يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير ، اللهم أغثنا يا أرحم الراحمين ، اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتنابَه، اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما تحبُّ وترضَى إنك على كل شيء قدير.