في أحدث فصول التراشق الإعلامي بين الانقلابيين في اليمن، سارعت ميليشيات الحوثيين إلى الرد على تهديدات حزب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام) حين لوّح بإنهاء الشراكة، وردّت عليه بأن هذا التحالف لا يشرّفها وبادلته الاتهامات ذاتها بالتعطيل والعرقلة. وقال رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصماد، الذي يرأس المجلس السياسي الأعلى المشكّل مناصفة بين طرفي الانقلاب، مخاطباً حزب صالح: أي شراكة صورية تتحدثون عنها، وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي والحكومة؟ ويقصد بها الحكومة الانقلابية غير المعترف بها. وأضاف، في رسالة نشرتها وسائل إعلام حوثية، ليل أول من أمس، «نحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاختلالات». وبادل الصماد حزب صالح ذات الاتهامات التي وجهها للحوثيين، وحملهم مسؤولية العرقلة والتعطيل والتنكر للتفاهمات المشتركة، منتقداً هجوم البرلمان الموالي لِصالح عليهم، كما اتهم وزير الصحة بأنه يقصي كل أتباع الميليشيات في الوزارة. واختتم رسالة الرد الطويلة باستعداد الحوثيين لتشكيل لجنة للنظر فيما أسماها «الاختلالات» ومراجعة أسبابها، وتقييم الوضع الحالي. وكان حزب صالح هدّد، رسمياً وللمرة الأولى، بإنهاء شراكته الانقلابية مع ميليشيات الحوثي، واتهمها بممارسة الاضطهاد والتنكيل بقيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام. ففي رسالة رسمية نشرتها قيادات في المؤتمر الشعبي موجهة من أمينه العام عارف الزوكا إلى المجلس السياسي للحوثيين، اعتبر الحزب أن ما يمارس في الوزارات والمؤسسات الخاضعة لسيطرة المؤتمر في إطار تقاسم الحليفين لسلطات الأمر الواقع، وما يتعرض له الصحافيون والقيادات الموالية لهم من قبل الحوثيين، بأنها تندرج ضمن الممارسات الإرهابية والفكرية والسياسية غير المسؤولة. وأكدت الرسالة أن ذلك مؤشر ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحوثيين في استمرار الشراكة إلا في إطار سيطرتهم الكاملة وعبر أعضاء الحزب عن رفضهم شراكة صورية أو ديكورية مع الحوثيين. ويعد هذا التبادل الرسمي للاتهامات من أعلى قيادات في طرفي الانقلاب، التطور الأبرز منذ بدء تحالف الضرورة للانقلاب على السلطة الشرعية أواخر العام 2014، وذلك عقب تصاعد الخلافات منذ أغسطس الماضي. من ناحية أخرى، قال رئيس الحكومة الشرعية في اليمن أحمد عبيد بن دغر إن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس منتخب من الشعب، ولن يسلم السلطة إلا عبر انتخابات حرة ونزيهة وعبر صناديق الاقتراع، وذلك للحفاظ على الوطن ومؤسساته، مؤكداً أن الهدف حالياً هو هزيمة الانقلاب واستعادة الدولة. وأضاف أن اليمنيين أمام مفترق طرق ولا يوجد خيار غير الذهاب إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم تتحقق فيها العدالة. ودعا الجميع إلى الالتفاف حول هادي ومشروعه الوطني والتمسك بالدولة الاتحادية، مشيداً بدور المقاومة والجيش الوطني الذين حققوا انتصارات كبيرة في العديد من جبهات القتال» على ميليشيات الحوثيين وصالح.