هدد حزب المخلوع صالح، رسمياً، وللمرة الأولى بإنهاء شراكته الانقلابية مع ميليشيا الحوثي، واتهمها بممارسة الاضطهاد والتنكيل بقيادات وأعضاء «المؤتمر الشعبي العام». واعتبرت رسالة رسمية نشرتها قيادات مؤتمرية أمس الأول، موجهة من أمين عام الحزب، عارف الزوكا، إلى ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين، ما يمارس في الوزارات والمؤسسات «الخاضعة لسيطرة المؤتمر في إطار تقاسم حليفي الانقلاب لسلطات الأمر الواقع»، وما يتعرض له الصحافيون والقيادات الموالية لهم من قبل الحوثيين، بأنها تندرج ضمن الممارسات «الإرهابية والفكرية والسياسية غير المسؤولة». وأكدت الرسالة أن ذلك مؤشر ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحوثيين في استمرار الشراكة إلا في إطار سيطرتهم الكاملة. ونددت بما أسمتها «تصرفات سلبية كبيرة» من طرف الحوثيين، بينها «الانفراد بإصدار القرارات واقتحام وزارات المؤتمر والإصرار على إهانة الوزراء». شراكة صورية وأرفق أمين عام حزب المخلوع صالح في رسالته كشفا بأسماء 44 شخصا من قيادات جماعة الحوثي والصحافيين التابعين لها، وهم الذين يهاجمون صالح وقيادات حزبه، وأكد أن هذه العناصر لا يمكن أن تتجرأ فيما تكتبه وتنشره دون موافقة من القيادة العليا للحوثيين. وعبر أعضاء حزب المخلوع عن رفضهم شراكة صورية أو ديكورية مع الحوثيين، وهذا هو أول تهديد واعتراض رسمي منذ اشتعال فتيل الخلافات بين حليفي الانقلاب، التي تطورت إلى اشتباكات مسلحة وسط صنعاء أواخر أغسطس الماضي، وسقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وكانت مصادر قيادية في المؤتمر الشعبي قد أكدت أن هناك ضغوطا قوية يتعرض لها المخلوع صالح من قيادات حزبه لفك تحالفه مع الحوثيين بعد تزايد الاعتداءات والانتهاكات المختلفة، التي تطالهم من قبلهم، وارتفعت حدتها خلال الأشهر الماضية. الحوثي يرد سارعت ميليشيا الحوثي إلى الرد على تهديد حزب المخلوع صالح، وذلك بإنهاء شراكتها الانقلابية معه، وبادلته الميليشيا ذات الاتهامات ب«التعطيل والعرقلة»، وهو فصل جديد من التراشق الإعلامي على مستوى قيادات حليفي الانقلاب العليا، في مؤشر على وصول خلافاتهم إلى ذروتها بعد أشهر من التصعيد المتبادل. ووجه رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصماد، الذي يرأس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى المشكلة مناصفة بين طرفي الانقلاب، وعبر في رسالة طويلة مكونة من 6 صفحات، رد فيها على تهديدات حزب المؤتمر الموجهة لشريكهم الأساسي في الانقلاب، بإنهاء تحالفه معهم ورفضه لشراكة صورية أو ديكورية. وقال رئيس مكتب الحوثيين في رسالة الرد مخاطباً حزب المخلوع : «نحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاختلالات»، وفق تعبير الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام رسمية تابعة للحوثيين. استنفار همدان وعلى صعيد ذي صلة، أعلنت قبيلة همدان حالة الاستنفار ضد ميليشيا الحوثي، عقب اختطاف أحد وجهائها رئيس فرع حزب المؤتمر الذي يتزعمه المخلوع صالح شريكهم الأساسي في الانقلاب. وعقدت قبيلة همدان بمحافظة صنعاء اجتماعا طارئا؛ لبحث اختطاف العميد منصور محمد سليمان، ونجله محمد، وإخفائهما في ظروف غامضة من وسط العاصمة صنعاء. وطالبت القبيلة في البيان الصادر عن الاجتماع سلطات الانقلاب بسرعة إطلاق سراح العميد منصور وهو رئيس فرع حزب المخلوع صالح في همدان، ونجله، وشددت على أنها في حالة استنفار حتى يتم إطلاق سراحهما. ووصفت قبيلة همدان العميد المختطف بأنه من القيادات الاجتماعية البارزة والفاعلة في القبيلة. متسللون انقلابيون وقال الجيش اليمني أمس: إن متسللين من ميليشيا الانقلابيين هاجموا موكب نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية في الحكومة اليمنية عبدالعزيز جباري أثناء عودته الليلة قبل الماضية إلى عدن قادما من محافظة تعز.وقال قائد اللواء الرابع مشاة جبلي العميد أبوبكر الجبولي: إن عناصر من الميليشيا الانقلابية تسللت إلى إحدى التباب القريبة من الطريق، الذي سلكه الوفد في منطقة هيجة العبد المعبر الوحيد، الذي يسيطر عليه الجيش اليمني باتجاه المحافظات الجنوبية، وأطلقوا نيران مدافعهم الرشاشة من عيار 23 ملم باتجاه القوة العسكرية المكلفة بحماية الموكب. وأشار العميد الجبولي، وفقا لما أورده موقع القوات المسلحة «26 سبتمبر»، إلى أن القوة العسكرية قامت بمهمتها في حسم المواجهة مع العناصرالمتسللة، فيما واصلت قوة أخرى من اللواء مهمة تأمين وصول الوفد الحكومي إلى القصر الرئاسي في عدن.