لم تشفع توسلات حزب المخلوع عبدالله صالح، التي وجهها الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، عارف الزوكا، عبر رسالة إلى ما يسمى رئيس المجلس السياسي التابع لجماعة الحوثي المتمردة، تضمنت اعتراضا على حملات الاستهداف التي تطال قياداته وكوادره، إذ جاء رد رئيس المكتب السياسي للحوثيين، صالح الصماد، الذي يرأس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى المشكلة مناصفة بين طرفي الانقلاب على رسالة الزوكا مهينا وقاسيا لحزب المخلوع، بقوله عبر رسالة نشرتها وسائل إعلام حوثية: أي شراكة صورية تتحدثون عنها، وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي والحكومة. وأضاف: نحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية فاسدة تعجز عن إصلاح أبسط الاختلالات. التنكر للتفاهمات بادل الصماد الشركاء من أعضاء حزب المخلوع صالح، نفس الاتهامات التي وجهوها لهم، وحملهم مسؤولية العرقلة والتعطيل والتنكر للتفاهمات المشتركة، منتقداً هجوم البرلمان الموالي للمخلوع عليهم. كما اتهم الصماد وزير الصحة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها والمحسوب على حزب صالح، بأنه يقصي كل أتباعهم في الوزارة، وأنه قام بالتعامل المشبوه مع المنظمات الدولية والاجتماع بها في منزله. لافتا إلى أن وزير الخارجية المحسوب على المخلوع، يخوض تفاهمات سيادية مع كثير من الجهات بهدف إجراء اتفاقات انفرادية. دون أن يفصح عن تفاصيل حول ذلك. وسرد رئيس المكتب السياسي للحوثيين في رسالته تفاصيل لما سماها «تجاوزات» عدد من وزراء حزب المخلوع والإعلاميين التابعين لهم، وقدم لهم قائمة مماثلة بأسماء قيادات مؤتمرية تهاجمهم، واتهمهم رسمياً بالوقوف وراء إضراب المعلمين المحتجين على انقطاع رواتبهم المنهوبة منذ عام، وتحريضهم، لتعطيل بدء العام الدراسي المتوقف. رسالة المؤتمر الشعبي كان الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي قد شرح في رسالته لجماعة الحوثي، الممارسات التي تطال حزب المؤتمر، وقياداته، وممثليه في حكومة «الانقلاب»، والتي منها إهانة وزراء الصحة والتعليم العالي والأوقاف والإرشاد، المحسوبين على حزب المخلوع. وأُرفقت الرسالة بكشف يتضمن 44 من عناصر وقيادات وناشطي جماعة الحوثي المتهمين بالإساءة إلى حزب المؤتمر، وأكد «الزوكا» في الرسالة، أن هؤلاء ما كانوا ليتجرئوا على الإساءة إلى المؤتمر لو لم تكن قيادة جماعة الحوثي موافقة على ذلك، حسب ما جاء في الرسالة. واستعرضت الرسالة بعض حالات الاعتداء والتهجم على أنصار حزب المؤتمر، منها التهجم على منزل الإعلامي كامل الخوذاني، مشيرة إلى أن ما يحدث في الوزارات والمؤسسات من ممارسات «يقوم بها الحوثيون»، وما يتعرض له الصحفيون والمواطنون من اعتداءات خارج إطار القانون، إنما تندرج ضمن الممارسات الإرهابية والفكرية والسياسية غير المسؤولة. وجاء في ثنايا الرسالة تأكيد الزوكا على أن تصرفات الحوثيين تمثل دليلا قاطعا على عدم وجود رغبة حقيقية لدىهم في استمرار الشراكة مع المؤتمر، إلا في إطار السيطرة الكاملة والاستحواذ.