سارعت مليشيات الحوثي إلى الرد على تهديد حزب المخلوع علي عبدالله صالح، وذلك بإنهاء شراكتها الانقلابية معه، وبادلته الميليشيات ذات الاتهامات ب "التعطيل والعرقلة"، وهو فصل جديد من التراشق الإعلامي على مستوى قيادات حليفي الانقلاب العليا، في مؤشر على وصول خلافاتهم إلى ذروتها، بعد أشهر من التصعيد المتبادل. ووجه رئيس المكتب السياسي للحوثيين، صالح الصماد والذي يرأس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى المشكلة مناصفة بين طرفي الانقلاب، وعبر في رسالة طويلة مكونة من 6 صفحات، رد فيها على تهديدات حزب المؤتمر الموجهة لشريكهم الأساسي في الانقلاب، بإنهاء تحالفه معهم ورفضه لشراكة صورية أو ديكورية. وقال رئيس مكتب الحوثيين، في رسالة الرد مخاطباً حزب المخلوع "أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي والحكومة".. ويقصد بها الحكومة الانقلابية غير المعترف بها. وأضاف "ونحن كذلك لايشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاختلالات"، وفق تعبير الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام رسمية تابعة للحوثيين في وقت متأخر من مساء الأربعاء. وبادل الصماد، شريكهم "حزب صالح" ذات الاتهامات التي وجهوها لهم، وحملهم مسؤولية "العرقلة والتعطيل" والتنكر للتفاهمات المشتركة.. منتقداً هجوم البرلمان الموالي للمخلوع عليهم. كما اتهم الصماد وزير الصحة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها والمحسوب على حزب صالح، الوزير الذي تعرض للطرد والاعتداء من قبل الحوثيين، بأنه يقصي كل أتباعهم في الوزارة، و"بأنه قام بالتعامل المشبوه مع المنظمات الدولية والاجتماع بها في منزله"، وفق تعبير الرسالة. ووجه لوزير خارجية "صالح"، الاتهام ب "الدخول فيتفاهمات سيادية مع كثير من الجهات بهدف إجراء اتفاقات انفرادية"، دون أن يفصح عن تفاصيل، حول ذلك. وسرد رئيس المكتب السياسي للحوثيين في رسالته تفاصيل، لما سماها "تجاوزات"، عدد من وزراء حزب المخلوع، والإعلاميين التابعين لهم، وقدم لهم قائمة مماثلة بأسماء قيادات مؤتمرية تهاجمهم، واتهمهم رسمياً بالوقوف وراء إضراب المعلمين، المحتجين على انقطاع رواتبهم المنهوبة منذ عام، وتحريضهم، لتعطيل بدء العام الدراسي المتوقف. واختتم رسالة الرد الطويلة، باستعداد الحوثيين لتشكيل لجنة للنظر فيما أسماها "الاختلالات" ومراجعة أسبابها، وتقييم الوضع الحالي. ويعد هذا التبادل الرسمي للاتهامات من أعلى قيادات في طرفي الانقلاب التطور الأبرز منذ بدء تحالف الضرورة بينهم للانقلاب على السلطة الشرعية أواخر عام 2014م، عقب تصاعد الخلافات منذ أغسطس/آب الماضي، والتي تتراكم يومياً، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة في صنعاء، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، وسط مزيد من الاحتقانات والتوتر، بانتظار إطلاق الرصاصة الأخيرة على هذا التحالف الهش.