لن يتركني والدي الملك عبد الله، هذه العبارة التي قالتها فتاة سعودية عندما اتصلت بها “الوئام” لاستيضاح أمر شكواها التي بعثت بها إلى الصحيفة. تقول(م. م.) أنا فتاة سعودية عمري 24 عاماً متخرجة من كلية التربية قسم الكيمياء قبل أكثر من عام، حكايتي مع الهم والحزن حكاية بدأت فصولها قبل أن أعرف طريقي للحياة. وتضيف: “بدأت حياتي مع الحزن بعد طلاق أمي وزواجها من رجل بعيد، ورحيل أبي إلى مدينة أخرى مع زوجته الثانية ليرميني وحيدة مع جدتي العجوز، وأختي الصغيرة وعمتي المعاقة، حدث هذا في يوم وليلة وتغير معها كل جميل في حياة أي فتاة، لا أم ولا أب ولا عائل لنا، أنا فقط من كانت له الأنظار لرعاية هذه الأسرة الجديدة التي وضعني فيها قدري، وتصرف أبي”. تواصل (م. م) حديثها ل”الوئام” وتقول “عزمت على خوض غمار هذه الحياة الصعبة من البداية رميت كل شي جميل خلفي، وبدأت في مسلسل حياة الشقى والهم برعاية جدتي العجوز المريضة، وعمتي المعاقة، وأختي الصغيرة، وانتظمت في دراستي بكل قوة، وحققت التفوق والأمل، تحدوني في انتهاء فترة طويلة من حياتي المليئة بالهم والانتظار، والتحقت بالكلية، وأكملت مسيرتي الجامعية بتفوق أيضاً، وتخرجت من قسم الكيمياء لكي أنهي مشوار التعب، وأملي الكبير لا يفارقني في حلم الوظيفة وانتهاء المشوار الحزين الذي غير ملامحي كثيراً، أملي فقط في وظيفة معلمة تعينني على رسالتي في دنيا الحزن بين الجدة والعمة، والأخت التي أصبحت في الجامعة، ولا تزال كل الأنظار لي أنا فقط، وبعد التخرج لم يكن حالي أفضل من قبل، جلست في المنزل حيث لا وجود لوظيفة بين جدران الهم والحزن والتفكير الطويل في هذه الحياة التي لم تترك لي أي شي جميل، حتى أمل الوظيفة، والأمان المادي الذي سيخفف الكثير من وضع أسرتي التي تنظر لي كعائل وحيد لها بعد الله”. وتختم “م م” بالقول، “هذه قصتي باختصار قصة الهموم الطويلة والحزن العميق.. لن أطيل أكثر فأملي في والدي الملك عبد الله كبير جداً، وأقسم بالله إني بكيت عندما شاهدته في المطار قادماً من خارج المملكة بصحة وسلامة، وقلت في نفسي لن ينسى هذا الرجل إحدى بناته، طلبي الوحيد تعييني في وظيفة فقط لا أكثر”. الوئام تأكدت من صدق قصة هذه الفتاة السعودية بكافة الوثائق حيث تبين أنها تعيش في منزل صغير في إحدى محافظات الرياضالغربية مع جدتها العجوز المريضة، وعمتها كبيرة في السن أيضاً، ومعاقة عقلياً، وأختها الصغرى في الجامعة وليس لهم عائل مباشر، ومصدر دخلهم الوحيد ضمان الجدة فقط، وأمها مطلقة من نحو عشرين عاماً.