عقد مجلس علماء باكستان مؤتمراً للغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية في إسلام آباد، وتصدّر المؤتمر الدكتور حافظ محمد طاهر محمود أشرفي رئيس مجلس علماء باكستان، وشارك فيه العديد من العلماء الباكستانيين وسفراء الدول العربية والإسلامية وممثلوها. وقال "أشرفي" في خطابه أمام المؤتمر على أن تعليم اللغة العربية لا بد أن يكون إلزامياً في المناهج التعليمية في باكستان كما نصّ عليه الدستور الباكستاني، ولا شك أن الشباب الباكستاني صار هدفاً للفِتن التي لطالما نشأت باسم الإسلام بسبب عدم تعّلم الشباب للغة العربية التي تُساعدهم في فهم القرآن والسُنة. وأعلن "أشرفي" أمام المؤتمر بأن مجلس علماء باكستان قرّر عقد دورات مختصرة لتعليم اللغة العربية لزائري المشاعر المقدّسة بنيّة الحج والعمرة. وأبدى "أشرفي" أسفه على حقوق الإنسان التي تُنتهك في سوريا والعراق وفلسطين، مستنكراً في الوقت ذاته التطلّع الإيراني للتدخّل في اليمن والبحرين، ودعا أشرفي مرة أخرى كلاً من باكستان والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا لاعتماد خطة عملٍ فورية بخصوص حلب. وقال معالي السفير الفلسطيني لدى باكستان وليد أبو علي في حديثه أمام المؤتمر أن الشعبيْن الباكستاني والفلسطيني جسدان في روح، مشيراً إلى أنّ سكوت منظمات الحقوق الإنساني على المظالم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني جُرمٌ لا يُغتفر، ومؤكداً على أن كلّ ما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا لا يهدف إلاّ إلى إضعاف اتحاد الأمة الإسلامية وتقوية إسرائيل. وعلى الصعيد ذاته قال السفير المصري لدى باكستان محمد كمال الدين شاهين أن الأزهر الشريف كان ولا يزال يؤدي دوراً فعّالاً في اتحاد الأمة الإسلامية ونشر اللغة العربية، ونحن لن نألو أي جهد في توعية الشباب الباكستاني ضد التطرّف والإرهاب، وتدريب وتأهيل الأئمة والخطباء والمدرسين الباكستانيين، وسنقوم حسب توجيهات شيخ الأزهر بتأسيس مركز إسلامي في باكستان بالمشاركة مع مجلس علماء باكستان. وقال صاحبزاده زاهد محمود قاسمي الأمين العام لمجلس علماء باكستان في بيانه أمام المؤتمر أن نشر اللغة العربية جزء من رؤية ورسالة مجلس علماء باكستان، داعياً الحكومة الباكستانية إلى قرارٍ رسمي ينص على إلزامية مادة اللغة العربية في النظام التعليمي، مهيباً بالمسؤولين الحكوميين بجهود مماثلة للغة العربية على غرار الجهود المبذولة للغتين الصينية والتركية. وتمخّض المؤتمر عن قرار يدعو المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والدول العربية الأخرى لمساعدة اللاجئين السوريين، وقرار آخر لتعزية ومواساة أُسَر الشهيد "جنيد جمشيد" والشهداء الآخرين الذي قضوا نحبهم في حادثة الطائرة الباكستانية مؤخراً. وأُلقيت في المؤتمر رسالة لسفير اليونيسكو للغة العربية، كما تحدّث أمام المؤتمر العديد من العُلماء مثل مولانا عبد الحق مجاهد، وحافظ محمد أمجد، ومولانا أنوار الحق، ومولانا عبد الحميد صابري، ومولانا نعمان حاشر، ومولانا طاهر عقيل اعوان، ومولانا إشفاقي بتافي، ومولانا تنوير أعوان، ومولانا عبد الصبور، ومولانا حفيظ الرحمن، ومولانا نائب خان سبحاني وآخرون.