كشفت الخطوط الجوية العربية السعودية عن تدشينها لأول رحلة مباشرة تعبر من خلالها المحيط الأطلسي، وتحلق على سماء أربع قارات في فبراير عام 1981م لتسجل أهم المسارات في تاريخ الطيران الجوي العالمي، وذلك عبر رحلتها من جدة إلى نيويورك بطائرتها من طراز بوينج 747 إس بي، حيث اعتبر هذا الخط آنذاك الوحيد في العالم الذي يغطي أربع قارات، إذ يربط آسيا وأمريكا محلقًا فوق أفريقيا وأوروبا. وقاد هذه الرحلة أحد أبناء الخطوط السعودية الكابتن جزاع بن غانم الشمري كأصغر طيار يعبر المحيط بطائرة كبيرة من هذا الطراز في أول رحلة مجدولة للخطوط السعودية إلى الولاياتالمتحدة، وكان عمره حينها 28 عامًا حيث استغرقت الرحلة أكثر من 12 ساعة وعلى متنها 245 راكبًا. ويأتي امتلاك "السعودية" لأحدث طائراتها من طراز بوينج "B777-300ER" المزودة بالأجنحة الفندقية الفخمة، سعيًا للمحافظة على تطوير أسطولها ومواكبة التغير والتنوع في صناعة النقل الجوي، حيث تعتبر شركة بوينج لصناعة الطائرات التجارية هي المصنعة لهذا الطراز من الطائرات لما تقدمه من تقنيات متطورة وأجهزة متقدمة وخبرات متخصصة في مجال صناعة الطيران. وترجع علاقة شركة بوينج مع المملكة للقاء الشهير بين الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت تلقى الملك هدية ثمينة عبارة عن طائرة من طراز دي سي داكوتا، حيث كانت نواة "السعودية" لتكون بهذا الحجم من التشغيل الداخلي والدولي، بعدها تسلمت الخطوط السعودية طائرة من طراز بوينج 720 لتكون أول شركة طيران في الشرق الأوسط تشغل طائرة ذات محركات نفاثة، لتواصل مشوارها في استحواذها على طراز بوينج "B777-300ER" حيث تشمل 10 طائرات من نفس النوع تصل إلى المملكة تباعًا. يذكر أن أهم مبادرات برنامج التحول الوطني 2020 الذي يجري تنفيذه حاليًا في الخطوط السعودية هي تحديث ومضاعفة الأسطول إلى 200 طائرة، وقد تم تنفيذ العديد من المبادرات في هذا الجانب، حيث تم توقيع اتفاقية للاستحواذ على 113 طائرة حديثة من شركة بوينج وإيرباص، واتفاقية لابتعاث 5000 شاب سعودي لدراسة علوم الطيران والصيانة.