قبل أيام نشرت صحيفة "المدينة" بقلم أحد كتابها مقالاً عن تطبيق البصمة في المؤسسات الحكومية، وطرح الكاتب تساؤلين غاية في الأهمية، لم يفرج عنهما من الصمت حتى الآن: ماذا لو تسربت بصمات الموظف، وما المبرر القانوني للاحتفاظ بالبصمات في جهات العمل ؟؟؟، وأضيف سؤالًا ثالثًا من وجهة نظري لا يقل أهمية عنهما: كم يمثل انضباط الموظف من عوامل التطوير والجودة وزيادة الإنتاجية، التي نسعى إلى تحقيقها ؟، في حين نعلم علم اليقين أن الموظف يقضي ساعات يومه بين حزمة من الكلاليب، أقلها التسلط، والتهميش، والشللية، وقلة التدريب، والتجميد الوظيفي. أستغرب أن الإدارات تسابق الزمن في إحلال البصمة، وكأنها وجدت الحلقة المفقودة! لماذا أهملنا تلك العوامل واعتبرنا الحضور والانصراف هو "أكسير" الإنتاجية الذي سيجعلنا نضاهي Google العالمية ؟ في العادة، إن الطلاب المبتعثين للدرسات العليا من داخل المؤسسات تنبع دراساتهم من بيئة عملهم، هم المطورون الأساسيون لبيئات العمل، وذلك من واقع ما يحددونه من مشكلات ويقترحون من حلول، فهل كانت البصمة على خلفية شيء من ذلك ؟! دون أن نسمي جهات معينة، ولكننا دائمًا نحتج بها في الجودة والإنتاجية والانضباطية، ونتغنى بها في اجتماعاتنا، برأيي سبب نجاح تلك الإدارات ليس من حضور الموظف بفارق عن بقية الموظفين في الدوائر الاخرى، وإنما لما يجده من ميز تجعله ينساق طواعية للانضباط… للأسف إن الازدواجية بين ما نطمح إليه، وبين كبريائنا في عدم الاعتراف بالواقع وملامسة معاناة الموظفين، هي من أبعدنا عن المشكة الحقيقية، وجعلنا نتوهم الحلول. الانضباطية جزء يسير من عوامل ضعف الإنتاجية، ولكم أن تسألوا الجهات التي سبق وإن طبقت البصمة هل ارتفع معدل الإنتاج لديها ؟؟؟ أشكر أحد المديرين الذي_ بالفعل _أعده مبدعًا في ظل تفكيرنا بهذه الطريقة، يقول: "لا يعني لي تواجد الموظف من الصباح إلى ما بعد الظهيرة شيئًا إذا لم يقدم شيئًا !، ولهذا سأعمل بمبدأ المشروعات، وكل موظف يقدم لي خطة زمنية لمشروعه، وفي النهاية أكون قد قيمت الموظف، وحققت الأهداف، وبعثت في النفوس الرضا الوظيفي، وأيقظت الرقابة الذاتية، وأشعلت التنافس بين الموظفين"… قفشة رمضانية على السريع: مدير قالت عنه بعض المواقع، أمس، إنه احتجز الموظفين بسيارته إلى ما بعد انتهاء الدوام بساعة، مما اضطر البعض للعودة إلى المنزل بالتاكسي، شكرًا لحرصكم أيها المدراء..