المديرون أنواع، فمنهم الديموقراطي السمح الذي يعطي موظفيه مساحة من الحرية لأداء عملهم، ومنهم البيروقراطي الذي لا يسمح لموظفيه باتخاذ القرار من غير موافقته وعلمه وتنفيذها كما وردت في السياسات والإجراءات واللوائح التي أقرها، والأكثر خطورة ذلك المدير الذي يتسلط على موظفيه ويتفنن في تسلطه وكأنه مصاب بسادية التعذيب، وربما هو كذلك. سيكون المقال عن المدير المتسلط الدكتاتوري الذي يعتقد أنه على صواب في تعامله مع موظفيه وادارتهم لما لهذا النمط الإداري من تبعات سلبية على الكثير من العناصر ذات العلاقة بالإنتاجية والجودة والرضا والإبداع والولاء والتفاني الوظيفي والتنظيمي والالتزام للشركات والبقاء فيها والغياب عن العمل والتسكع أثناء أدائه، وهناك قائمة طويلة من التبعات السلبية التي تنتج عن التسلط الوظيفي. إن تولية السلطة للمدير الحديدي المتسلط من شأنه ضعف الإنتاجية من حيث المخرجات لأن الموظفين يصبحون محبطين نتيجة بيئة غير مناسبة، لأن العامل الإنساني المحفز للتعاون والتكاتف والانسجام بين المدير وموظفيه مفقود، وقد خلصت دراسات عديدة في الولاياتالمتحدة إلى أن المدير المتسلط الدكتاتوري لا يساعد على استقرار بيئة العمل، وبالتالي ينخفض الأداء المرتبط بالإنتاجية، ولا يمكن أن تنشأ بيئة تعاونية بين الموظفين من جهة وبينهم وبين إدارة إن تولية السلطة للمدير الحديدي المتسلط من شأنه ضعف الإنتاجية من حيث المخرجات لأن الموظفين يصبحون محبطين نتيجة بيئة غير مناسبة لأن العامل الإنساني المحفز للتعاون والتكاتف والانسجام بين المدير وموظفيه مفقود.متسلطة في بيئة تسلطية، بل أشارت دراسات غربية عديدة إلى أن الشركات التي يتسلط فيها المديرون على موظفيهم تتسم بالبيئة الانتقامية سواءً كان المدير متواجداً على رأس العمل أو بعيداً عن موظفيه، ويزيد الانتقام كلما كان المدير بعيداً عن الشركة، والمثير للتساؤل أن بعض الموظفين يفرحون ببعده عنهم ويقومون بعملهم على أكمل وجه. إن اختيار المدير المتسلط الدكتاتوري لا يستند إلى دراسات تؤيد الاختيار، بل مبنية على النظرية الإدارية القديمة أن الموظف لا يحب عمله، لذا يجب أن يوجه بقوة ويعاقب على ذلك. الحقيقة لا توجد خصوصية للموظفين في العالم العربي تتطلب تنصيب مدير متسلط لأنهم كغيرهم من البشر يحبون ويطمحون ويسعدون ويحفزون بإدارة تتفهمهم وتحرص على رضاهم. إن خروج الموظف من عمله مثقلا بالهموم والمشاكل المحيطة به يؤثر على علاقته بأسرته ليعود إلى العمل في اليوم التالي بنفس مثقلة بالمزيد من الهموم والمشاكل بما فيها النفسية، وبالتالي يبدأ يوماً مليئاً بالإحباط والتذمر لتكون إنتاجيته في تراجع مستمر. وكم من علاقة أسرية انهارات على يد مدير متعسف متسلط دكتاتوري وهو لا يعلم بها وربما يعلم ؟ وكم من مدير في غاية الذكاء، لكنه متسلط وأحادي الرأي في أصغر وأكبر القرارات التي يتخذها في شركته ؟ وفي الختام يتحتم على المدير المتسلط التكيف مع التغيرات المحلية والعالمية والتوجه نحو الإدارة الديموقراطية الإنسانية التي تهتم بالمورد البشري كونه الأهم في الإنتاجية والاستقرار والأمن الوظيفي. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]