كل شخص يحمل في داخله طموحًا يعتلي البدر ليصل إلى أفق لا سقف له، وعلى قدر ما يحمله الشخص من طموح تعلو هامته وتسمو همته، وفي الحقيقة أن ذلك الطموح سيتحقق إذا وضع الشخص لنفسه رؤية واضحةً، وأهدافًا مرحلية، تصل به إلى تحقيق الهدف الأكبر، ولا شك أن الشخص سيجد في طريقه الكثير من العقبات، وهنا يجد الشخص نفسه بين عزيمةٍ تكسوه ثوبَ عزيمة أخرى فيتجاوز ما يجده من معوقات، أو بين عزيمة هشة تلبسه ثوب التسويف، واليأس، لتصل به في نهاية المطاف إلى وفاة تلك العزيمة، وستموت معها كل الأماني والطموح. وفي خضم مسألة الطموح وتحقيقها ونسبة تنفيذها كأهداف مرحلية وإجرائية، يجد الطامح رؤيته تتحقق، فيسارع لتأكيد هذا الإنجاز بإنجاز آخر، خطوة خطوة ليستقر بالأخير في مرقاب رؤيته، ويشعر وقتها أنه استطاع أن يتحدى كل الصعاب، ويقهر كل العقبات، ويحس أيضًا بنشوة الانتصار على ما واجهه من نقد، ومن رسائل ذاتية، ومجتمعية سلبية، كانت لها علاقة بطموحه أثناء قيادةِ وتوجيه نفسه لتحقيق طموحه. وإذا كان هذا التحدي، وهذه العزيمة، وتلك الرؤية، وذلك الطموح، متعلق بشخص وطموحه، هنا نقول عنها ذاتية الطموح، أي أن إنجازه وتحقيقه لهدفه لا يتجاوز نفسه، خاصة بذاتيته، أما إذا كان الأمر يتعلق بمجتمع صغير فهو إقليمي الطموح، وهو أعلى وأفضل، أما إذا كان يتعلق بوطن وأمة فهو الطموح العالي، فالطموح أنواع، وخيره ما كان يطمح لأن يرى مجتمعه ووطنه في قمة الأوطان، ورايته تفوق وتعلو رايات الدول الأخرى، إن الرؤية السعودية 2030 التي قدمها لنا بثقة عالية وجدية في الطرح الأمير الشاب محمد بن سلمان، لتدل على ذلك الطموح العالي، والرؤية الوطنية التي ستتحقق بإذن الله. هو صغير بالسن، ولكن فكره ورؤيته أبهرت الجميع، ليس على مستوى الوطن فحسب بل وصل إلى العالمية بهذه الرؤية، فالصحف العالمية تتحدث، والقيادات تشيد بهذه الرؤية، إنه العمق في قراءة المستقبل، والهمة، والهم الذي يحمله لأجل الوطن، إنه الفكر الذي اجتمع مع الطموح، والعزيمة التي اتفقت مع الإصرار، والتفاؤل الذي تنطق به حروفه، إنه التخطيط الجيد الإجرائي، والبرامج المرحلية، والقرارات الحازمة التي تقود إلى تحقيق الهدف الكبير. كلنا كنا نسأل أنفسنا ماذا إذا انتهى النفط؟ كيف ستكون أوضاعنا المادية عندئذ؟ فالجواب مستند على قواعد المنطق أنها ستتغير إلى الأسوأ؛ لأن مصدرنا هو النفط فإذا انتهى توقف كل شيء، ولكن المنطق قد اصطدم مع رؤية الأمير، ووقف حائرًا لما ستكون عليه مملكتنا في 2030، ولما ستحققه من إنجازات اقتصادية ومشاريع استثمارية. بمصدرنا نستطيع أن نستثمر ونفتح آفاقًا أخرى لمصادر جديدة كبرى، وشبابنا خير، وهم صانعو مستقبلنا، وأجيالنا القادمة ستنعم بالخير الذي وهبه الله لنا، وبالعقل والفكر سنرتفع، وبالتخطيط والعمل سنرتقي، وبالعزيمة والصبر سنصل، ورؤيتنا لعام 2030 ستتحقق بمشيئة الله، ونقول للمتربصين انتظروا إنَّا من المنتظرين.