الحمد لله.. منذ صدور قرار تعيين معالي المهندس خالد الفالح وزيرًا للصحة قبل قرابة 13 شهرا إلى الآن، فقد كتبت مقالًا وقتها طالبت معالي الوزير بأرمكة الوزارة وكنت أقصد الفكر الإداري للوزارة. وقد حدث ضِعف طموحي فبدأ معالي الوزير بأرمكة الفكر والمناصب، وما زلنا نأمل الكثير، حيث يوجد كثير من المناصب ما زالت تحت وطأة سؤال مذيع "روتانا لي": هل الصف الثاني هو من يقود وزارة الصحة؟ لا يهمني من يقود الوزارة بقدر ما نبحث عن الفكر القيادي الشفاف وقد بدأت لنا ملامح ذلك.ففي 7 رمضان 1436ه، تم تعيين معالي الأستاذ حمد الضويلع بأمر ملكي نائبًا لوزير الصحة وهو ابن "أرامكو" لمدة 29 عامًا. وبذلك، تكون بداية الأرمكة بأعلى منصبين بالوزارة، ثم تأرمك منصب ثالث بقدوم وكيل الوزارة للموارد البشرية الأستاذ عبد الهادي المنصوري بتاريخ 1 ذو القعدة 1436ه، وهو من أعاد تأسيس مكتب "أرامكو" بلندن وقاده لمدة 10 سنوات بنجاح يذكر أنه مبهر. هؤلاء القادة، نسأل الله لهم التوفيق والسداد، وهم أهل للنجاح بإذن الله، وقد تلمح درجة النجاح من خلال المجتمع الذي تُعايشه أو العمل الذي تؤديه، وهذا ما يبدو للعيان فقد سمعنا حُسنًا عن القائد الجديد "المنصوري". فالناس شهود الله في أرضه حينما تقابل مواطنا يقول: قابلت هذا الرجل وهو شاب صاحب قيم وطنية راقية وذو نظرة مستقبلية متفائلة، فعن مثل هذا يبحث الوطن ولمثل هذا يدعو المواطن، وتوالت المناصب بعد ذلك وأتى نخبة من قادة "أرامكو" للوزارة. وكل من قدموا من "أرامكو" هم قادة إداريون، ومؤهلاتهم إدارية أو إدارة صحية.نعود لعنوان المقال عندما كتبت سابقًا (وزارتي تأرمكي مع مهندس أرامكو)،كنت أقصد أرمكة الفكر وقد بدأ ذلك، سيخالفني البعض ولكن ما يتجاذبه المجتمع عن بعض الصور الذهنية التي يلتقطها المراجع لبعض المسؤولين بالوزارة يجعلني أزيد تفاؤلًا وأنشد المزيد. وذلك لأن زمن هذا الفكر القيادي لم يتجاوز أولهم 13 شهرًا، وثانيهما 11 شهرًا، والثالث 9 أشهر، وكي لا نقسو على المسؤولين فزمن قياس إنجاز الوزراء ومن يتبعهم عمليًا يقاس بعدد 48 شهرًا، لذا ما زال أصحاب الفكر ومسؤلو وزارة الصحة في بداية عملهم، فلنصبر ثم ننتقد رغم كتابتي لعدة مقالات سابقة تطالب بالتنظيم وليس الإنجاز، ما زلنا يا مسؤولي الصحة نطالب بالتنظيم وننشد الإنجاز وننتظر النجاح. كثير من الإدارات بالوزارة بحاجة للتنظيم والعمل والإنجاز ، كذلك لدى وزارة الصحة مواطنان؛ الأول مريض ينشد الصحة والثاني خريج ينشد الوظيفة، والكل ينتظر ما تقدمونه، نعلم أن النجاح يحتاج للوقت والجهد مصحوبًا بالعلم وكل ذلك تملكونه وتملكون مزية أخرى ترفع من روحكم وتزيدكم إصرارًا على النجاح وهو التحدي. فمراس هذه الوزارة العصية صعب حسب رأي ملهمها وقائدها الناجح معالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، ولو أن كل مسؤول بالوزارة وضع نصب عينيه أنه في تحد مع النجاح لبذل جهدًا خارقًا للحصول عليه، قابلت كثيرًا من الشباب المعينين والمتعاقدين حديثًا أو خريجين جددا من حملة الدكتوراه تعج بهم جنبات الوزارة، فحق لنا الافتخار بهم ودعمهم والتقليل من الاعتماد على المتعاقدين؛ لأن هؤلاء الشباب سيسدون أماكن إخوتنا المتعاقدين الذين بذلوا جهدًا يشكرون عليه وقد حان وقت توديع أغلبهم وعودة بعضهم لعياداتهم بالمستشفيات. بقي أن أقول بأنني لم ألتق أو أعرف أيا من المسؤولين الذين تحدثت عنهم، لكن قلمي مرآة للمجتمع.. العمل الجماعي يقسم المهمة ويحقق النجاح،لن ينتهي المقال حتى يتحسن الحال،لذا سأوقف قلمي ولو أن الفكر مليء بالحديث.. يقول أفلاطون: أتقن عملك تحقق أملك. alghomiz@