كشف أطباء مختصون في أمراض الدم عن ارتفاع نسبة المتجاوبين مع برنامج فحص ماقبل الزواج بالمملكة إلى خمسة أضعاف خلال البضع سنوات الأخيرة بعد أن أوقف الكثير منهم إجراءات اتمام الزواج نتيجة عدم توافق الفحوصات، في الوقت الذي كشف عن تصدر المنطقة الشرقية لقائمة المناطق الأكثر إصابة في فقر الدم المنجلي والثلاسيميا تليها المنطقة الجنوبية. جاء ذلك خلال مؤتمر طبي عن أمراض الدم الوراثية نظمته جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية أمس الأول في محافظة جدة لتسليط الضوء على أحدث المستجدات التشخيصية والعلاجية لأمراض نقص الصفيحات المناعية المزمن و الثلاثيميا وفقر الدم المنجلي والتأكيد على أهمية الوقاية والتثقيف بهذا المجال بحضور نخبة من الاستشاريين والأطباء بمختلف مستشفيات المملكة. وأوضح مدير مستشفي الأطفال بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض الدكتور فواز القاسم، أن المملكة تبذل جهودا كبيرة في مجال الوقاية والعلاج من أمراض الدم الحميدة والوراثية من خلال حملات التوعية والتثقيف الصحي التي تستهدف كافة أفراد المجتمع وتوفر أحدث المستجدات العلاجية لإنهاء معاناة المرضى والوصول إلى نتائج صحية مرضية تساهم في تخفيف الأعباء الاجتماعية والمادية المنعكسة عن هذه الأمراض، مبينا أن المملكة تحتل المرتبة الأولى عربيا في أمراض الدم الوراثية رغم هذه الجهود التي أثمرت مؤخرا عن تقليص أعداد المصابين والحد من هذه الأمراض حيث تأتي المنطقة الشرقية كأعلى المناطق بنسبة الإصابة تليها المنطقة الجنوبية. وأكد القاسم أن البرامج الصحية التوعوية الفاعلة بالمملكة مثل فحص ماقبل الزواج حققت تغيرا ملموسا في الحد من انتشار أمراض الدم الوراثية حيث جاء إدراج مرضي فقر الدم المنجلي والثلاسيميا كأول الأمراض في برنامج فحص ماقبل الزواج كدليل على أهمية الوقاية منها وسعي المملكة لتقليل نسب الإصابة بأمراض الدم الوراثية، مشيرا إلى أن نسبة تجاوب الأشخاص المقبلين على برنامج فحص ماقبل الزواج ارتفاع خمسة أضعاف خلال الأربع سنوات الأخيرة حيث أوقف الكثير منهم إجراءات الزواج نتيجة عدم توافق نتائج الفحص وهو الأمر الذي كان يواجه عوائق اجتماعية في بداية إطلاق وزارة الصحة لهذا البرنامج قبل مايقارب 12 عاما. وأشار استشاري أمراض الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور هزاع الزهراني إلى أن هناك دراسات كثيرة بالمملكة بهذا المجال في الوقت الذي تفتقد الإحصائيات للدقة حيث لايوجد مراكز متخصصة لتسجيل هذه الإحصائيات بالرغم من وجود 7 مراكز لعلاج أمراض الدم بالمملكة فيما أثبتت إحصائيات أخيرة أن المنطقة الشرقية تحتل المرتبة الأولى من المصابين بنسبة 29 ٪ تليها منطقة جيزان بنسبة 7 ٪. وأكد الزهراني أن هناك علاجا لزراعة النخاع حيث إن 70 % من المرضى يوجد لهم متبرعون من الأقارب دون وجود إشكاليات ولكن الصعوبه في حال وجود مضاعفات بعد الزراعة والتي تشخص في بعض الحالات نتيجة أمراض آخرى، مبينا وجود علاج جديد فعال بالجينات بمراحله المبكرة تم تطبيقه على العديد من المرضى بالولايات المتحدةالأمريكية ونسبة الشفاء 80 ٪ حيث يتوقع أن ينهي معاناة المرضى قريبا في حال تعميمه على مختلف المراكز الصحية الدولية. وقالت الدكتورة فرح تنسيم شاه استشارية أمراض الدم بمستشفي الملك خالد إن عدم التزام بعض المرضي بأخذ الجرعات المقررة لسحب الحديد من الدم قد تسبب مشاكل للمريض وتؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات مشيره إلى أن بعض المرضي لا يلتزم بالجرعات المقررة لوجود آثار جانبية للعلاجات المتاحه وأكدت أن هناك مستجدات في علاجات الأدوية الساحبة للحديد حيث تم استحداث صورة جديدة لعلاج يتناول عن طريق الفم مرة يوميا في صورة أقراص للبلع بدلا من تذويبها في ماء أو عصير مما سوف يعود بالنفع علي المرضي ويقلل من الآثار الجانبية ويسهل على المريض تناول الجرعات المحددة من قبل الطبيب المعالج. وأفاد رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز التركي أن هذا المؤتمر الطبي استمر لمدة يومين بحضور ما يقارب 100 استشاري وطبيب بمختلف مستشفيات المملكة حيث قدم خلاله العديد من المتحدثين أوراق عمل ودراسات وأبحاث حول أمراض الدم الحميدة بهدف الوصول إلى أفضل النتائج الصحية التي تخدم المرضى وتحقق الفائدة المجتمعية للحد من ارتفاع أعداد المصابين لهذه الأمراض التي تحمل المملكة أعباء اجتماعية ومادية كبيرة.