دعت مديرية الشؤون الصحية بالاحساء جميع الأطباء لحضور الندوة العالمية لأمراض الدم الوراثية بالهفوف التي حضرها خبراء وعلماء في نفس المجال من دول عدة مثل اليونان وانجلترا وجامايكا والسودان ودول أخرى كما تحدث عدد من الأطباء السعوديين ذوي الخبرة في أمراض الدم الوراثية وتتواجد أمراض الدم الوراثية في جميع أنحاء المملكة إلا أنها تنتشر بشكل خاص في المنطقة الشرقية وعلى الخصوص الاحساء والقطيف التي تصل نسبة حاملي مرض فقر الدم المنجلي في بعض المناطق فيهما الى 25% ويعاني مرضى فقر الدم المنجلي من نوبات ألمية متكررة, كما يعانون تكسرا في الدم وشحوبا في اللون وتضخما في الطحال وقد يحتاجون بين فترة وأخرى الى نقل دم والحقيقة ان هؤلاء المرضى يقضون وقتا طويلا من حياتهم في التردد على المستشفيات ولا يوجد علاج جذري لهذا المرض , فعلاج هذه الحالات يعتمد على المحاليل والمسكنات والمهدئات وكذلك علاج مضاعفات المرض. ومن أمراض الدم الوراثية ظاهرة التفول عند الأطفال او ما يسمى (جي 6 ب د) حيث ينتشر هذا المرض ايضا في المنطقة الشرقية والتي قد تصل نسبة حامليه الى ما يزيد على 35% إلا ان مضاعفات هذا المرض تعتمد على مدى وعي الأهل والمريض في تحاشي بعض الأطعمة وكذلك تجنب بعض الأدوية حتى لا يتعرض المريض الى تكسر في الدم, ومن هنا تأتي أهمية تشخيص هذا المرض في سن مبكرة حتى لا يتعرض الطفل الى مضاعفات ومن الأمراض التي يجب ذكرها مرض الثلاسيميا او ما يسمى مرض البحر الأبيض المتوسط الذي يتواجد أيضا في المنطقة الشرقية ويعتمد مريض الثلاسيميا على دم الغير اي انه غير قادر على انتاج الدم لنفسه ويحتاج المريض لزيارة عيادة أمراض الدم كل شهر للحصول على الدم وذلك للمحافظة على الحياة ومن الأمور المبشرة لهؤلاء المرضى ما جد في العلاج حيث تمت تهيئة مراكز خاصة لمرضى الثلاسيميا لتلقي العلاج الجذري مما يريحهم من عناء نقل الدم ومضاعفاته وللتخلص من هذا المرض يتم علاج هؤلاء المرضى بزرع نخاع العظم لهم من شخص سليم حيث يقوم على انتاج الدم لهم وقد تم في إيطاليا علاج ما يزيد على ألف مريض مصاب بالثلاسيميا عن طريق زرع نخاع العظم كما يتم علاج هؤلاء المرضى بالطريقة نفسها لدينا بالمملكة في مستشفى الملك فيصل التخصصي وهناك حالات تم علاجها بهذه الطريقة منذ مدة ويتابعون لدي بالعيادة الخاصة بي دون الحاجة الى نقل دم لهم وهذا ما يبشر بالخير. والواقع انه يجب النظر الى أمراض الدم الوراثية المنتشرة لدينا بجدية واهتمام وهذا ما تقوم به مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية وذلك للعمل على الحد من انتشار هذه الأمراض وكذلك الوقاية منها وذلك بالتوعية المستمرة والتشخيص المبكر والعمل على الفحص الطبي قبل الزواج كي نستطيع تفادي هذه الأمراض. والجدير بالذكر ان بعض قوانين الدول مثل قبرص تؤكد على الوقاية من أمراض الدم الوراثية وذلك بالتأكيد على اجراء الفحص الطبي قبل الزواج وقد ترك ذلك اثرا كبيرا في انخفاض المواليد المصابين بمرض الثلاسيميا في قبرص مما جعل اطباءهم يتحدثون في المحافل العلمية الدولية عن نتائجهم الجيدة وتجربتهم الفريدة. استاذ طب الأطفال واستشاري أمراض الدم والسرطان