استعرض جناح منطقة القصيم في أحد معارضه تاريخ العقيلات الذي يعود تاريخهم لأكثر من 100 عام والذي يسطر مشاركتهم التجارية وتنقلاتهم الاقتصادية والمنطلقة من القصيم وعبر البلاد العربية. حيث بين المشرف على معرض العقيلات والمهتم بتاريخهم وصاحب متحف العقيلات في بريدة بمنطقة القصيم عبداللطيف الوهيبي أن المعرض يضم خريطة الطريق للعقيلات ومشاركاتهم الفعالة في مصر والأردن والرياض والدمام وأكثر من 60 لوحة للعقيلات تبين أسماءهم وتاريخهم وتحركاتهم خلال تلك الفترة التي تمتد لأكثر من 100 عام، مؤكداً أن سبب تسميتهم بالعقيلات لأنهم تميزوا عن أهالي نجد بلبسهم العقال الأسود ولأن أهالي نجد في تلك الفترة يلبسون العمائم فوق رؤوسهم، مؤكداً أن المعرض يستعرض ديوانية العقيلات في الشام والكويت ونموذج من تجار الخيل بالإضافة إلى عملهم الخيري بطبعهم الكتب الدينية، مؤكداً أن المعرض يستعرض أكثر من 30 قطعة تاريخية يعود تاريخها إلى ماقبل عام 1300ه منها دفاتر مصاريف وبنادق وصحن للأكل وشداد الركوب على الإبل والدلال ودفتر العبور وتذكرة مرور بين البلاد العربية وهو جناح يحاكي المشارك في تراث منطقة القصيم في الجنادرية 30، مبيناً أن الزمن الجميل للعقيلات أسهم وبشكل فاعل ورئيسي في تجارة الأبل والخيل والغنم وشرائها من جردة بريدة الذي يعتبر أهم الأسواق كما يقومون بشرائها ونقلها إلى الأسواق التجارية في البلاد العربية في الكويت والشام والعراق وفلسطين ومصر. وأكد الوهيبي أن رجال العقيلات يقومون برحلتين خلال السنة الواحدة الأولى في فصل الشتاء يصدرون الإبل والخيل والغنم والسمن ويبيعونها في مختلف البلاد العربية حسب السوق الجيد ويمكثون في تلك البلدان قرابة الثلاثة أشهر ومن ثم يقومون بجلب المواد التي لا توجد في بلادهم مثل الرز والسمن والشاي والبن والسكر والأواني المنزلية والخيام البيضاء والملبوسات الصيفية والشتوية المتنوعة والرحلة الأخرى في فصل الصيف يجلبون من خلالها الإبل من السودان ويبيعونها في فلسطين وبلاد الشام وقد استفادوا من هذا التجارة كثيرا. مبيناً أن أدوار العقيلات لا تقتصر على التجارة فحسب بل كانوا خير سفراء لوطنهم المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أنهم أسهموا بشكل مباشر في نقل الثقافة الدينية والاجتماعية والأخلاق الإسلامية الحميدة التي اشتهروا بها حيث يأتي في مقدمتها الصدق والأمانة والكرم والشجاعة والشهامة والسماحة في معاملتهم التجارية في البيع والشراء. وقد أطلق عليهم سابقا لقب "اعقيل معرفة السلوم " بمعنى أنهم أعرف من أهل البلد ببلادهم أنهم دخلوا البلاد بقصد التجارة وجلب السلع إليه وتعرف عن قرب على عادات وتقاليد أهل البادية بمحكم اختلاطهم المكثف بهم والتبادل التجاري فيما بينهم كما اشتهرت مقولة أخرى عنهم "خليك عقيلي" وهذه الكلمة اشتهرت في البلدان العربية ومعناها الصدق والأمانة والإخلاص والإيثار على النفس في جميع شؤون حياتك. وبين أنه عندنا عزم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في تأدية فريضة الحج عام 1344ه طلب من رجال العقيلات في منطقة القصيم تزويده ب(500) مطية شبب ناطحة للشيل حيث قال – رحمه الله – أنا أعرف أن العدد لا يتوفر إلا عند رجال عقيل وقد استعان الملك عبدالعزيز برجال العقيلات حيث نصب بعضهم أمراء للمناطق كما كلف جزءا منهم بالقطاع العسكري لخبرتهم في هذا المجال.