"بيت الفنانين التشكيليين" كما يحب أن يطلق عليه أهل الفن ورواده في مسيرته الطويلة من العطاء لخدمة الوطن وأبنائه من التشكيليين، هو البيت الذي قدم العديد من الفنانين والفنانات على الساحة الفنية، وجعل هذه الأسماء لها مكانتها الفنية، سواء داخل الوطن أو خارجه، يقف عليه نخبة من أبرز الفنانين والفنانات بالمملكة الذين بذلوا جل حياتهم من أجل استقراره واستمراره على الوجه الأكمل؛ ليبرز الأعمال الفنية المميزة، وكذلك ليسهم وينمي مواهب العديد من الفنانين والفنانات وكل أمانيهم وطموحاتهم أن يصبح "بيت الفنانين التشكيليين" بجدة تحت مظلة رسمية. ومنذ نشأته، قبل 30 عاماً، وهو حاضر في جميع المناسبات الوطنية، يقدم المئات من اللوحات الفنية المعبرة عن حب الوطن والولاء لحكامه، فتوالت المعارض الفنية على مدى العقود الماضية، فكان معرض "عاصفة الحزم" الذي شارك به مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات التشكيليين. ولم يمض وقت طويل حتى احتفل "بيت التشكيليين" بمعرض اليوم الوطني ال 85 بصالة الفنان طه صبان بمركز الجمجوم، وبرعاية من معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف، رئيس المؤتمر الإسلامي ونائب رئيس مركز الحوار الوطني، ليشهد حضوراً كبيراً ومميزاً وليقف شاهداً حياً على نهضة وتطور المملكة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها في تجسيد فني رائع بديع حضرت فيه كل المدارس الفنية؛ لتحكي تاريخ الوطن منذ تأسيسه على يد جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومسيرة العطاء والبناء حتى عهد ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وليظهر مدى ما وصل إليه الوطن من تطور في شتى المجالات العلمية والثقافية والرياضية مع إبراز حضارة الآباء والأجداد من ماضينا العريق. وبداية تحدث لصحيفة "الوئام" عمر أحمد بادغيش، رئيس بيت الفنانين التشكيليين بجدة عن هذه المناسبة الغالية وقال: هذا المعرض بمناسبة اليوم الوطني ال 85، وللعام الثالث نحتفي باليوم الوطني، وسبق المعرض ورشة عمل شارك بها العديد من الفنانين والفنانات، وكل فنان وفنانة عبر عن حبه للوطن الغالي من خلال عمل اللوحات الفنية، وسبق أن أقام بيت الفنانين التشكيليين معرضاً خاصاً عن عاصفة الحزم، قدم من خلاله الفنانون أعمالاً فنية رائعة، وندعو الله أن ينصر جنودنا البواسل بالحد الجنوبي، ونترحم على شهدائنا، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل، ونناشد وزارة الثقافة والإعلام أن تكون غطاء لهذا البيت، وهذه أمنية كل فنان وفنانة يتواجد في بيت الفنانين التشكيليين، وهناك تعاون بين جمعية الثقافة والفنون بجدة، وهي مكملة لبعض، وبيت الفنانين التشكيليين تم إنشاؤه من أجل دعم كل المواهب الفنية، وأشار بادغيش إلى أن بيت الفنانين التشكيليين بجدة تجاوز عمره 30 عاماً وتاريخه يعود إلى ما قبل 30 عاماً حينما اجتمع عدد من الفنانين التشكيليين مع رجال الأعمال والأدباء وتم تأسيسه في بيت المهندس محمد سعيد فارسي أمين جدة سابقاً، ومن هذا المنطلق حمل الاسم بيت الفنانين التشكيليين، وله أهداف كثيرة من أهمها تشجيع الفنانين التشكيليين وتطوير مواهبهم من خلال تجميعهم وعمل الورش وعرض أعمالهم في الفعاليات والمهرجانات سواء داخل المملكة أو خارجها، ومر بيت الفنانين التشكيليين بظروف مختلفة من النواحي الإدارية والأماكن التي مارس فيها نشاطه، وأشار بادغيش إلى أن بيت التشكيليين مازال بحاجة إلى غطاء رسمي حتى نستطيع التواصل مع الجهات الرسمية والحكومية ونعمل بطريقة نظامية. من جانبه، أشار الفنان التشكيلي رياض حمدون، نائب رئيس بيت التشكيليين،إلى أن الوطن تلك السماء والأرض التي تنبتنا وتظلنا وتحمينا أمن وسلام وعطاء ووفاء يسري بنا، كان لليوم الوطني بمكتسباتنا فن وابداع، وكان للفنانين والفنانات دوافع وهمة عالية، بكل ما أوتوا ليحتفلوا بيومهم الوطني فشاهدنا أعمالاً فنية معبرة مشاركة في معرض اليوم الوطني ال 85 كتفاعل وجداني صادق نحو هذا الوطن الخير ورجاله الأوفياء وجنده حماة أمنه وحدوده. فيما أوضحت الفنانة التشكيلية مرفت بنت طلال بن حريب، معاناة الفنانة التشكيلية بمكة حيث لا يوجد بمكة أي دعم للفنان التشكيلي بالرغم من تواجد فنانات تشكيليات على مستوى المملكة مثل الفنانة التشكيلية نجاة مطهر والفنانة التشكيلية فاطمة وارس، فالكثير من التشكيليات المميزات من مكة وبالرغم من ذلك لا توجد معارض ولا حتى صالات عرض. كما أشارت الفنانة التشكيلية نجلاء عزالدين، إلى أن عملها الذي قدمته بمناسبة اليوم الوطني كان عبارة عن لوحة فنية تشمل جميع الألوان التي تتحدث عن ثقافات المملكة من الشرق والغرب والشمال والجنوب، وأضافت التشكيلية نجلاء: حاولت أن يكون العمل مختلفاً وبطريقة جديدة بحيث أعبر عن ثقافة كل الوطن بعمل واحد، وطغى اللون الأخضر على اللوحة لأنها معبرة عن الوطن. سميه أحمد حجازي، معلمة تربية فنية وفنانة تشكيلية تقول: خلال هذا العام مرت المملكة بأحداث كثيرة منها الحزينة والمؤلمة ومنها السعيدة والفنان التشكيلي بالتأكيد يعبر عن هذه الأحداث من خلال أعماله الفنية، وقدمت عملاً عن الوطن وهي تحمل السلام وتم اختيارها بمكتب الشمال بحكم أنني معلمة وأميل إلى المدرسة التجريدية وأول عمل تجريدي بالنسبة لي كانت لوحة الخيل وهي تتحدث عن الحرية، ورسمت الخيل بشعره المتطاير في الهواء للتعبير عن الشعور بالفرح والحرية والطيران لأنني أحلم بالحرية والخروج من ضغوطات العمل. كما أكدت الفنانة التشكيلية ومعلمة التربية الفنية غالية القثامي، أهمية مشاركة جميع الفنانين وبخاصة في مثل هذه المناسبة التي تمثل الوطن، وكذلك المشاركة بالمعارض التي تتحدث عن عاصفة الحزم ودور الفنان بالتعبير عن هذه الأحداث من خلال أعماله الفنية، وبينت التشكيلية غالية أن بيت الفنانين التشكيليين له الفضل بعد الله في تنمية كثير من المواهب وأنا واحدة من التشكيليات التي كانت بداياتي وانطلاقتي الفنية من هنا من بيت التشكيليين الذي لا يزال ينتظر الدعم المادي والمعنوي فالجميع يعمل هنا في بيت التشكيليين متطوعين من أجل المحافظة على الفن التشكيلي وتطويره ولم ينظر أي شخص إلى المردود المادي. مرفت قواص فنانة تشكيلية ومعلمة تربية فنية بينت أنه لابد من زرع الوطن في قلوب الأجيال القادمة، خاصة الطلاب وهذا دورنا كفنانين تشكيليين من خلال ما نقدمه من أعمال تشكيلية، فلابد أن يظهر الحب والولاء للوطن هذا الوطن الذي ننعم فيه بنعمة الأمن والأمان ورغد العيش لابد من تقديم كل ما يجعلنا نفتخر به، وأشارت التشكيلية مرفت إلى أن عملها كان عن أهم معالم الوطن مكة والمدينة والعاصمة الرياض مشتملاً على الحروفيات والزخرفة. التشكيلية ميساء مصطفى، علقت على لوحات الوطن بأنها تتكلم عن الأحداث التي مرت بها المملكة خلال العام الماضي، كما وصفت الفنان التشكيلي بأنه صوت الوطن ومن خلال عمله الفني يستطيع أن يترجم مشاعر المواطن ويعبر عن أحاسيسه، وكما لاحظ الحضور بمعرض اليوم الوطني عبرت اللوحات عن الوطن بجميع أشكاله وحضرت جميع المدارس تجريدياً وحرفياً ولونياً وواقعياً، وأضافت التشكيلية ميساء: الطابع البدوي والمتميز بالزخارف البدوية استهواني ولذلك كثير من أعمالي حاكيت فيها المرأة البدوية الأصيلة والحرف البدوية، وقدمت لوحة فنية تظهر امرأة تحتضن طفلاً وهذا تعبير عن احتضان المرأة السعودية للوطن. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «بيت التشكيليين» بجدة يحكي تاريخ الوطن