تلقفت إيران بشغف حادثة التدافع التي وقعت بمنى في مكةالمكرمة وقبلها سقوط الرافعة في الحرم المكي، لتحاول النيل من المملكة والتشويش عليها سيما مع قيادتة التحالف العربي، لمخططات طهران في السيطرة على اليمن عبر ذراعها المتمثل في الميليشيات الحوثية. ومن المرشد الإيراني علي خامنئي مروراً برئيس الجمهورية حسن روحاني وصولاً إلى خطباء جمعة طهران وغيرهم من القادة في مختلف الأجهزة السياسية والعسكرية، لم يفوت أي مسؤول إيراني فرصة للحديث عن سقوط الرافعة وأحداث منى محاولين تسييس تلك القضايا سيما واقعة التدافع في منى. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والمليارات التي تنفقها لخدمة ضيوف الرحمن وعمليات التوسعة العملاقة التي تنفذها منذ سنوات والتي استطاعت من خلالها التغلب على الكثير من المصاعب سيما أحداث التدافع والحرائق في خيام الحجاج، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها عند طهران التي تلقفت تدافع منى وحاولت تصوير الحادثة على أنها مدبرة وبأن حجاجها كانوا مستهدفين، متجاهلة في الوقت ذاته أن الضحايا يتوزعون على نحو 24 جنسية وأن أحداثاً مشابهة حصلت في السابق ولم يكن أي من رعايا طهران بينهم. وخلافاً للدول ال 23 التي ينتمي بقية الضحايا إليها والتي لم تحّمل المملكة مسؤولية التدافع وسلّمت بأن ما حدث ليس مدبراً، كانت إيران هي الوحيدة التي غلّفت الحادثة بغلاف سياسي وأدخلتها في سياق علاقاتها المتوترة مع الرياض والتي ارتفعت حدتها منذ تزعم المملكة التحالف العربي الذي يدحر الميليشيات الحوثية الحليفة لإيران في اليمن ويلحق بها الخسائر الفادحة. والمتتبع لحدة التصريحات الإيرانية ونبرتها سيما مع التهديد والوعيد الذي أطلقه خامنئي يدرك بأن القضية أبعد من أن تختزل في وفاة عشرات الحجاج، ويرى مراقبون بأن ارتفاع سقف التصريحات يهدف بالأساس إلى صرف الأنظار عن فشل طهران في الدفاع عن حليفها المتمرد عبدالملك الحوثي إلى جانب تجمّد "إنجازاتها" في العراق وتسليمها بعدم القدرة على تعويم نظام بشار الأسد في سوريا، وهي أمور تركت آثارها في الداخل الإيراني ما استوجب من القيادة الإيرانية تدارك الأمر واستغلال سقوط الرافعة وتدافع منى للخروج بخطابات ذات نبرة عالية تلامس الشعبوية. ويتجلى الإسقاط السياسي الإيراني على أحداث منى في التشكيك بقدرة المملكة على إدارة شؤون الحج ومحاولات استقطاب شخصيات مغمورة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لتأييد طرحها، كما راجت على وسائل إعلام موالية لطهران روايات "هوليودية" عن تدخل "الموساد" الإسرائيلي في الأحداث ومعرفته بوجود شخصيات إيرانية بارزة في موسم الحج وتدبيره للحادث. رابط الخبر بصحيفة الوئام: إيران تستغل تدافع منى للتغطية على فشلها باليمن