اتهم ممثل تحالف القبائل اليمنية، والمتحدث بلسانها، صالح البخيتي، إيران بالعمل جاهدة على استنساخ تجربة احتلال إقليم الأحواز – العربي – على الأراضي اليمنية، عبر جماعة أنصار الله "الحوثية"، التي وصفها ب"مخلب طهران" في المنطقة. وقال البخيتي، في حوار مع "الوطن"، إن طهران تتحمل مسؤولية ولادة مشروع طائفي "مقيت" بدا يطفو على السطح داخل اليمن، ويعمل على إذكاء الطائفية، ويقود إلى تلاقي السلاح بالسلاح، عبر استدعاء حركة الحوثي للأطراف الإرهابية في اليمن، كتنظيم القاعدة، بذراعها المسلح "أنصار الشريعة"، وبالتالي نشوب حرب أهلية لا نهاية لها، مشددا على أن حركة الحوثي تمكنت من إدارة الجيش وتحريكه للعدوان على قبائل اليمن، تحت حجج وذرائع واهية، بذات الأسلوب الإيراني المتبع في الأحواز. وكشف ممثل تحالف القبائل اليمنية، عن لعب المال الإيراني دوراً "سيئا تخريبيا في المجتمع اليمني عن طريق حركة التمرد الحوثية، التي تجند الأطفال عبر استغلال الفقر، لتنفيذ التمرد والقتل والتفجير والتدمير بالدماء البريئة". وأكد البخيتي أن تحالف القبائل اليمنية يهدف إلى صد "المشروع الصفوي"، مشيرا إلى أن القبائل اليمنية تتفهم خطر المشروع الإيراني، الذي ينفذ عبر ذراع إيران في اليمن حركة التكفير الحوثية، التي باتت تهدد كامل التراب اليمني، بعد تحييد الدولة والمؤسسة العسكرية.
حذر ممثل تحالف قبائل اليمن والمتحدث الإعلامي للتحالف الشيخ صالح البخيتي عبر "الوطن"، من تكرار سيناريو الاحتلال الفارسي لإقليم الأحواز، وذلك بعد أن تمدد النفوذ الإيراني في الأجهزة الأمنية والمدنية داخل اليمن، بذراع الحوثيين. وحمل البخيتي إيران مسؤولية دعم مشروع طائفي داخل اليمن، تحت شعار "إعادة حرث الأرض"، مضيفاً "حضر الإرهاب عدو السلام في اليمن بصور بشعة ووحشية لم يألفها المجتمع اليمني المسالم، تمثلت في التمرد، والقتل، والتفجيرات، والتدمير، والعدوان على حقوق الطفولة، واستغلال الفقر لتجنيد الأطفال في أعمال إرهابية متنوعة، فالمال الإيراني لعب دوراً سيئاً تخريبيا في المجتمع اليمني، عن طريق حركة التمرد الحوثية، ويقابلها في التطرف والفكر تنظيم أنصار الشريعة "القاعدة". مشروع طائفي وأشار البخيتي إلى أن إيران تعمل جدياً لتنفيذ مشروعها الفارسي الصفوي، لتغيير هوية العواصم العربية المسلوبة، بنفس التجربة الإيرانية السابقة في الأحواز العربية المحتلة، مؤكداً أن القبائل اليمنية أطلقت تحالفا قبليا لمواجهة خطر المشروع الإيراني الذي ينفذ عبر ذراع إيران في اليمن "حركة الحوثيين"، التي باتت تهدد كامل التراب اليمني ببسط نفوذها، بعد تحييد الدولة والمؤسسة العسكرية اليمنية، بل إن الحركة تمكنت – حسب قوله - من إدارة الجيش وتحريكه للعدوان على قبائل اليمن تحت حجج وذرائع واهية، بذات الأسلوب الإيراني المتبع مع الأحواز. وقال "لا تجد قبائل اليمن بداً من ضرورة تطوير تحالفها مع تزايد خطر تمدد الحوثيين، حتى يصبح تحالفاً يدار بصورة مؤسسية، بحيث يسهل التعامل مع مختلف الأطراف داخلياً وخارجياً، ويسهل على الجهات المانحة متابعة التحالف ومعرفة إنجازاته، وتفويت الفرصة على الرموز الفاسدة من القيادات والزعامات القبلية والرسمية متعددة الولاءات، والقبائل اليمنية هي التي تتصدى للعدوان الحوثي بثبات وصلابة، رغم شح الإمكانات المادية، والعسكرية، والطبية، والإنسانية لدى تحالف القبائل، إلا أن المواجهة والتصدي للمتمردين لا رجعة عنهما". ضرورة الدعم العربي وناشد ممثل تحالف قبائل اليمن والمتحدث الإعلامي باسمه دول الخليج العربي ضرورة مساندة التحالف، عن طريق الحوار مع كافة القبائل، والبعد عن الأسماء القديمة التي لم تدخر دول المنطقة العربية وسعاً في سبيل دعمها، إلا أنها أثبتت سوء نواياها وعدم الالتزام بالحفاظ على سيادة اليمن. ومضى قائلاً "تحالف قبائل اليمن يناشد وبقوة الدول العربية مزيدا من العون والتعاون مع القبائل اليمنية، لتطوير قدراتها الدفاعية، لحماية اليمن من السقوط الكامل في الحضن الإيراني، واسترداد ما فقدته الدولة من محافظات، بما فيها العاصمة صنعاء، واستعادة هيبة الدولة، وبناء دولة مستقلة ذات سيادة، والمحافظة على هويتها العربية والإسلامية". وأبان البخيتي أن تحالف قبائل اليمن نصح الأشقاء العرب بعدم التعامل مع الآخرين، قبل أن يحظوا بتأييد التحالف، مشيراً إلى أن الوثوق ببعض الشخصيات قد يؤثر سلبا على تماسك التحالف، الأمر الذي قد يؤدي إلى تمكين الحوثيين بشكل أكثر. قطبا الإرهاب وتعهد البخيتي باسم تحالف القبائل اليمنية بوضع حد لقطبي الإرهاب والتطرف في اليمن؛ حركة الحوثي وتنظيم القاعدة، مؤكدا أنه لا مكان ولا ملاذ آمنا للإرهاب، ولن يتحقق سلم ولا استقرار في بلاده والمنطقة مع وجود الإرهاب. وأضاف "اليمن فقدت سيادتها بتنامي وتيرة الإرهاب، وتدخل إيران عبر عملائها وخبرائها في تسيير ميليشيات الحوثي والقوات المسلحة اليمنية، لافتاً إلى أنه "بعد توقيع معاهدة السلم والشراكة في 21 سبتمبر من العام الجاري، فقدت الدولة السيطرة الأمنية والعسكرية بصورة عملية، وحركة الحوثي استلمت زمام أمور البلاد عبر ما بات يعرف باسم اللجان الشعبية". ونوه البخيتي بارتفاع وتزايد شهية المتمردين لالتهام المدن واجتثاث مناوئيهم من أعمالهم، وتجريدهم من كل ما يملكون، وتحويلهم إلى نازحين خارج المدن في أحوال بائسة وحياة بالغة الصعوبة، مما اضطر أكثرهم إلى الاستعانة بمتشددي القاعدة، والانضمام إلى صفوف التنظيم، كونه الطرف الذي يواجه الحوثيين، ولا يخضع لأي سلطة، ولا يتقبل أي وساطة، ولا يقبل هدنة أو سلاما مع الحوثي، محذرا من انعكاس هذه الظاهرة سلباً على مستقبل اليمن. انتهازية الحوثيين وأبان ممثل تحالف قبائل اليمن والمتحدث الإعلامي للتحالف، أن المجتمع اليمني بشكل عام والقبلي بشكل خاص لا يرغب في الحوثيين، ولا يرحب ببسط نفوذهم على مناطقهم، لما يكرسه من فرض للطائفية بالقوة، ولما ينفذه من جرائم بشعة بحق مشايخ القبائل والعلماء والشخصيات الاجتماعية، وتجلت تلك الممارسات في تدمير مساكنهم ومساجدهم ومدارسهم، إضافة إلى عمليات القتل والتهجير، ومصادرة الممتلكات، ناهيك عن الاستهانة بالدماء البريئة وهتك الحرمات. وقطع البخيتي باستحالة قبول التعايش مع عصابة متمردة تديرها إيران وخططت لعملياتها منذ زمن بعيد، مضيفاً "نرفض ذلك رفضاً قطعياً، ويستحيل على قبائل اليمن قبول التعايش مع عصابة متمردة عميلة لإيران، تحت تهديد السلاح والعدوان المنهجي والمستمر، والرغبة في اجتياح المدن والمناطق القبلية، والمجتمع اليمني والقبلي على وجه الخصوص أصبح أكثر إدراكاً لما ترمي إليه إيران، ومخلبها الحوثي من العمل على فرض حرب أهلية بصبغة طائفية، وقبائل اليمن ستعمل على إيقاف مثل هذا المخطط وإفشاله، والحفاظ على تلاحم وتماسك المجتمع، وكل التدهور الذي يشهده اليمن سببه معاهدة السلم والشراكة التي كانت وراء ما يحدث الآن وهو أن اليمن يعيش بلا قيادة". مؤامرة داخلية واسترسل البخيتي بقوله "هناك مسؤولون في الدولة أسقطوا الشرعية بتسلم الحوثي زمام الأمور في البلاد، ومكنوه من الإشراف على كل شيء، خصوصا الجيش والأمن، والشعب اليمني مطالب بمساندة قبائل مأرب والجوف وتحالف إقليم سبأ، لحماية منابع النفط والطاقة التي أصبحت هدف العدوان الحوثي القادم. وحمل البخيتي إيران مسؤولية ما يحدث في اليمن، بسبب تدخلها السافر في الشأن اليمني، واصفا طهران بأنها "الرأس المدبر لكل الجرائم البشعة التي ينفذها الحوثي وحركته الدموية البربرية". ولم تقف تحذيراته عند هذا الحد، بل إنه أكد أن العروبة اليمنية تحتاج اليوم، وليس غداً لمساندة الدول العربية لجمع الصف اليمني، متسائلاً عن سبب الغياب العربي عن المشهد اليمني وما آلت إليه البلاد بعد الفوضى التي أحدثتها إيران بميليشياتها. وكشف البخيتي في حديثه إلى الصحيفة أن قبائل اليمن بصدد تفعيل كيان مؤسسي للقبائل، لافتاً إلى أن هذا الكيان وبتفعيله سيقف متحداً لأجل الأراضي اليمنية وردع النفوذ الإيراني الذي تغلغل في أجهزة الدولة عسكرياً ومدنياً. واستطرد "اليمن السعيد لم يعد كذلك، بل أصبح بين قطبين إرهابيين؛ هما الحوثي والقاعدة، فقسم من المجتمع اليمني الذي تضرر من إرهاب القاعدة في الفترات الماضية أصبح في صفوف الحوثيين اليوم، ومن انتهك الحوثيون حقوقه من المواطنين اليمنيين فليس لهم خيار إلا القاعدة، في ظل غياب الدولة وانعدام سيادتها". ممارسات إرهابية وأشار البخيتي إلى أن وجود هذين القطبين الإرهابيين جعل من اليمن بلدا لا يملك سيادة ولا يحكمه أحد غير الإرهاب، مضيفاً "من سياق قراءتنا للأحداث، نجد أن الواقع سيئ جداً والأطراف المتنفذة في البلاد متنازعة ومتناحرة فيما بينها، وكل يريد لوي ذراع الآخر، أصبح في اليمن قطبان متوازيان في الساحة، وكل منهما أكثر سوءاً من الآخر، وهما الحوثيون والقاعدة، وليس لدى المواطن اليمني البسيط خيار ثالث مع انعدام سلطة الدولة، والقبائل التي تخشى على كرامتها أعلنت انحيازها لتنظيم القاعدة، لأن الحوثي يذل الأعزاء في قبائل اليمن". وتابع البخيتي بالإشارة إلى أن الحوثيين بممارساتهم الإرهابية التي تضرر منها شيوخ القبائل في اليمن، أصبحوا غير مرحب بهم، ولا يرغب أحد في الوقوف بصفهم، لاسيما أنه يفرض طائفيته على اليمنيين، والقبائل لا ترضى أن تشعر بالذل على أرضها أو حتى خارج حدود البلاد. وعن اليد الإيرانية المدبرة لكافة تفاصيل الإجرام، لم يجد البخيتي وصفاً غير أن طهران "اختطفت العروبة في اليمن، وتمكنت من النفوذ في الأجهزة الأمنية والمدنية، كما أنها تعمل على نزع الثقافة العربية من الشارع اليمني ونشر ثقافات الفرس التي تعتمد على الطائفية بكافة إجراءاتها". الدور الخارجي وهاجم البخيتي الأممالمتحدة وقال أنها كانت وسيطا للالتفاف على المبادرة الخليجية وإسقاطها، وإفشال مخرجات الحوار الوطني، كاشفاً أن جمال ابن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هو من أقنع القيادة اليمنية بأنها لا تملك أي خيارات، إلا خياراً واحداً وهو التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة مع الحوثي، الأمر الذي كان مقدمة لسقوط صنعاء. وحول اتفاقية السلم والشراكة أكد البخيتي أنها "اتفاقية للاستسلام والخضوع لذراع إيران في اليمن وهم الحوثيون، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقية باطلة، كون الحوثي لم يوقع على البند الأمني في الاتفاقية بينما لم يتردد في التوقيع على البنود الأخرى. تجاوز البروتوكول وعن دور جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، قال الشيخ البخيتي: نفذ مهمات كثيرة من أهمها تفكيك الجماعات الإسلامية، حيث عمل على تبديد جموع طلبة العلم السلفيين باستخدام عناصر وميليشيات الحوثي وأسلحته، مؤكداً أن ابن عمر وسيط غير موثوق به. من جانب آخر كشف البخيتي عن زيارة وفد عسكري روسي لميناء الحديدة، متجاوزا البروتوكولات الدبلوماسية المعتبرة، وأن الوفد بعد تفقده للميناء والمرافق العسكرية توجه برفقة من استقبلوه من طرف الحوثي إلى العمق اليمني، وتحديدا إلى صعدة دون إذن من الدولة وذلك لمقابلة الحوثي. ودعا البخيتي الدول العربية عامة، ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة إلى ضرورة الوقوف جدياً إلى جانب الشعب اليمني بكل ما يمكنه من الاعتماد على نفسه لمواجهة النفوذ والمشروع الإيراني والتصدي له.