تنتظر جماهير كرة القدم الأسبانية بشكل خاص وعشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم على أحر من الجمر لقاء القمة (الكلاسيكو) الناري بين فريقي برشلونة وريال مدريد لمعرفة أي منهما سيواصل انطلاقه ومن سيتوقف عن تحطيم الأرقام القياسية. ويلتقي الفريقان يوم الاثنين المقبل في ختام مباريات المرحلة الثالثة عشر من الدوري الأسباني لكرة القدم. ويحظى هذا اللقاء باهتمام بالغ من الجميع ليس في أسبانيا فقط وإنما في معظم أنحاء العالم حيث تتسم هذه المواجهة بمذاق خاص وندية لأنها ستجمع بين قطارين لم يجدا من يستطيع إيقافهما حتى هذه المرحلة من الموسم. وعلى مدار الأسابيع الماضية، انطلق كل من برشلونة حامل اللقب وريال مدريد القطب الثاني لكرة القدم الأسبانية كالقطار السريع خاصة على المستوى المحلي. وحصد كلاهما عددا من النقاط لم يسبق له أن بلغه في مثل هذه المرحلة من الموسم. وهناك سبب آخر يزيد من التهاب المواجهة المرتقبة بينهما يوم الاثنين المقبل وهو المستوى الرائع الذي وصل إليه نجما الفريق حيث يتألق الأرجنتيني ليونيل ميسي في صفوف برشلونة ويلمع البرتغالي كريستيانو رونالدو في صفوف ريال مدريد. ويتصدر رونالدو قائمة هدافي المسابقة هذا الموسم برصيد 15 هدفا مقابل 13 هدفا لميسي الذي يحتل المركز الثاني في القائمة علما بأنه نجح في هز الشباك في جميع المباريات العشر الأخيرة التي خاضها مع الفريق في المسابقة. ولم يسبق لرونالدو أن هز شباك برشلونة بل وكان اللاعب بعيدا عن مستواه تماما في مباراتي الكلاسيكو في الموسم الماضي واللتين حقق فيهما برشلونة الفوز. وقال رونالدو “أرى بالفعل أننا نستطيع تحقيق الفوز في كامب نو. نعرف أن المباراة ستكون صعبة لأن برشلونة فريق رائع ولديه مدرب جيد، ولكنني أثق أنها ستكون مواجهة مثيرة”. وأضاف “فريق ريال مدريد الحالي يختلف تماما عن فريق الموسم الماضي، ولم نخسر أي مباراة حتى الآن”. أما العامل الآخر الذي يجعل من الكلاسيكو هذه المرة مواجهة ذات طابع خاص فهو وجود البرتغالي جوزيه مورينيو على مقعد المدير الفني في ريال مدريد. وأصبح مورينيو هو “العدو الأول” للجميع في إقليم كتالونيا معقل فريق برشلونة. وقال مورينيو يوم الاثنين الماضي “جماهير كامب نو لن تصفح عني أبدا لأنني أقصيت فريقها من دوري الأبطال في الموسم الماضي” في إشارة إلى إطاحته ببرشلونة من دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي عندما كان مديرا فنيا لانتر ميلان. وحرص مورينيو على توجيه سهامه المسممة في اتجاه برشلونة على مدار الشهور الثلاثة الماضية ولكن جوسيب جوارديولا المدير الفني لفريق برشلونة ولاعبيه أجادوا في عدم الانسياق وراء مناوشات وتحرشات مورينيو. واقتصر جوارديولا في تصريحاته بشأن الكلاسيكو بعد فوزه الكبير 3/صفر على مضيفه باناثينايكوس اليوناني أمس الأول الأربعاء على قوله “نحن الآن بمستوى جيد ولكن ذلك ليس ضمانا. كل مباراة تمثل اختبارا خاصا ، ومنافسونا أيضا لديهم إمكانياتهم”. وتأجلت مباراة الكلاسيكو إلى يوم الاثنين بدلا من الأحد بسبب الانتخابات التي يشهدها إقليم كتالونيا بعد غد الأحد. وتستحوذ مباراة برشلونة وريال مدريد على كل الاهتمام في منافسات هذه المرحلة التي تشهد تسع مباريات أخرى.