كشفت دراسة نشرها باحث الدكتوراه إبراهيم الغامدي المبتعث من جامعة الباحة إلى جامعة لينكولن البريطانية أن سرطان الثدي يعد من أكثر الأمراض انتشارا بين النساء في جميع أنحاء العالم بدون استثناء، حيث يتم تشخيص قرابة مليون حالة سنويا وتختلف معدلات الوفيات من دولة إلى أخرى يحكمها نظام التشخيص المبكر الذي يكشف المرض في مراحله الأولى وكذلك الخدمات العلاجية المتطورة التي تعمل على كبح جماح الخلايا السرطانية وإيقاف انتشارها. وأوضحت الدراسة أن المملكة العربية السعودية تعتبر من أقل دول العالم عامة ودول الخليج العربي خاصة تأثرا بسرطان الثدي حيث تقدر معدلات الوقوع المضبوطة بالعمر 29.6 لكل 100,000 امرأة حسب تقرير الوكالة الدولية للأبحاث السرطانية لعام 2012م، وبمقارنة المملكة العربية السعودية بدول الخليج العربي سجلت البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة أعلى معدلات لسرطان الثدي 42.5 و 46.2 و 39.2 لكل 100,000 امرأة. وتوصلت نتائج الدراسة الوبائية الوصفية إلى أن المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية أكثر تأثرا بسرطان الثدي منذ عام 1994م حيث سجلت 26.6 لكل 100,000 امرأة لمتوسط الوقوع المضبوط بالعمر خلال عام 2001 إلى 2008. وأجرى الباحث دراسة وبائية تحليلية أخرى بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وذلك لتحديد عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي بالمنطقة الشرقية، مع مراعاة ضبط عامل العمر حيث أوضحت النتائج المنشورة بأن عامل الاتصال الجنسي أو الزواج المبكر من الفتيات أقل من 18 سنة يلعب الدور الأكبر في الإصابة بسرطان الثدي حيث تقدر نسبة الأرجحية لدى الحالات المرضية 13.9 مرات أعلى مقارنة بمجموعة الشواهد الخالين من المرض تماما. وأشارت الدراسة إلى أن نسبة الزواج المبكر في الحالات المرضية بلغت قرابة 65% وتراوحت أعمارهم ما بين 9 سنوات إلى 18 سنة، في حين كانت نسبة الزواج المبكر لدى مجوعة الشواهد 18% فقط. أيضا توضح نتائج الدراسة بأن عامل السمنة واستخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة يزيد من إحتمالية الإصابة بسرطان الثدي. وأوضح الباحث أن هناك علاقة طردية في الارتباط بين الزواج المبكر للفتيات وزيادة حالات سرطان الثدي وقد يكمن السبب في الاتصال الجنسي المبكر الذي ربما يحفز على عدم التوازن في إفراز هرمون الأستروجين بكميات كبيرة لدى الفتيات القاصرات، وبالتالي تكون احتمالية الإصابة بسرطان الثدي عالية جدا في المستقبل القريب. وتابع الباحث أنه بالنظر إلى متوسط أعمار الفتيات اللواتي فقدن عذريتهن بالاتصال الجنسي في الدول النامية والمتقدمة وعلاقته بسرطان الثدي، لوحظ أن الارتباط السلبي العكسي بين زيادة معدلات الوقوع للمرض وانخفاض متوسط أعمار فقد العذرية للفتيات وعلى سبيل المثال وحسبما هو مسجل في منظمة الدعم الدولي لأبحاث السرطان، وتعد دولة بلجيكا والدنمارك من أعلى دول العالم إصابة بسرطان الثدي وفي نفس الوقت تعتبر أكبر دول العالم لفقد الفتيات عذريتهن بمتوسط عمر اقل من 16 عاما، وبالنظير الآخر نلاحظ أن دولتي الهند والصين من الدول التي تسجل أقل المعدلات للإصابة بسرطان الثدي في حين يبلغ متوسط أعمار الفتيات لفقد عذريتهن 22 عامًَا. وأضاف الباحث أنه يجب عمل مزيد من الدراسات التحليلية لإثبات العلاقة بين الزواج المبكر وسرطان الثدي، وكذلك لا بد من رفع الوعي لدى الآباء والأمهات حول السن المناسب لزواج الفتيات. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الزواج المبكر من القاصرات أقوى عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي بالمنطقة الشرقية