كشف شهود عيان يمنيون صور الدمار البشعة التي شوهت وجه اليمن السعيد، ومزجت ترابه بدماء الأبرياء من الشعب اليمني الشقيق الذين باتوا يعيشون حالة مزرية انحصرت ظلمًا ما بين سندان العدوان الحوثي الغاشم ومطرقة غدر أعوان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ونتج عنها سفك للدماء، وإزهاق للأرواح، وإهلاك للأرض، وتشريد للأسر، وقهر للرجال المخلصين الذين يحاولون الذود عن أهلهم وعرضهم. هي صور بشعة بسبب عدوان واستبداد الحوثيين، اختزلتها مشاعر الأشقاء اليمنيين الذين تمكنوا بفضل الله تعالى من الوصول إلى المملكة بعد مشقة طويلة لتلقي العلاج، ليجدوا الترحاب من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – صاحب القلب الكبير الذي أعلن عاصفة الحزم من أجل اليمن، ووجه ببدء إعادة الأمل لهم، وضخ مبلغ 274 مليون دولار لإعانتهم في أزمتهم، وإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فضلا عن التوجيه بعلاج أشقائنا في مستشفيات المملكة، ومعالجة أوضاع من يقيم منهم في بلادنا بشكل غير نظامي. ومن هذه الصور، ضحية "قذيفة الهاون الحوثية" اليمني صالح علي درغان الذي يبلغ من العمر ( 44 عاماً) إذ تعرض لإصابة في فخذه الأيمن أثناء دفاعه مع أفراد المقاومة الشعبية عن بلدة "لودر" التي يقطنها مع أسرته وتبعد 80 كيلو مترًا عن محافظة "أبين"، وقال درغان والألم يعتصر قلبه : لم أشعر بإصابتي وأنا أدافع عن بلدتي، فتعرضت لنزيف حاد في الفخذ، وتم حملي من قبل المقاومين على دراجة نارية لقلة فرص وجود مركبات أو إسعاف, ليتم نقلي لمستشفى مديرية "لودر" وسط أصوات قذائف الهاون التي يطلقها الحوثيون من أعالي الجبال في كل مكان دون إنسانية أو رحمة، حتى نقلت فيما بعد إلى مستشفى إبن سيناء في محافظة حضرموت، ومكثت فيه ستة أيام متجرّعا الآلام بسبب عدم وجود الأجهزة الطبية اللازمة لعلاجي. وأوضح درغان أن حالته الصحية الحرجة استدعت تلقيه العلاج اللازم خارج اليمن بعد أن نفدت كل سبل العلاج، وضاقت الطرقات في اليمن بعدوان الحوثيين وأعوانهم، فأرسلوا برقية عاجلة إلى وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية لطلب تلقي العلاج بالمملكة, فما كان إلا جاءه الرد سريعاً بالموافقة, ليتم نقله خلسة بسيارة أجرة إلى منفذ الوديعة على مدخل محافظة شرورة، وينتقل عبر سيارات الأسعاف إلى مستشفى شرورة الذي قدمت له فيه الإسعافات الأولية حتى استقرت حالته, بعدها نقل لمستشفى نجران العام, فمستشفى الملك فهد في جدة الذي وصل إليه عن طريق طائرة الإخلاء الطبي من نجران. واستدرك درغان يصف وحشية الحوثيين قائلاً : إنهم كانوا يتمركزون في عدة مواقع منها جبل الحمراء وجبل شيروان وجبل زاره وجبل يوسوف وكان هدفهم الاستيلاء على مديرية لودر لموقعها الإستراتيجي كونها تربط خمس محافظات هي عدن , ولحج , وشبوه , وحضرموت , والمهرة , وكنا نقاومهم.بحسب تقرير أعده الزميل علي ظافر الشهري ومن تصوير : عامر الهلابي بوكالة الأنباء السعودية. وشدّد في حديثه على تأييده والشعب اليمني لموقف المملكة العربية السعودية في الدفاع عن اليمن وشرعيته، مشيراً إلى أن مثل هذا الموقف ليس بمستغرب من المملكة التي لم تشعر اليمنيين بالبعد عن وطنهم، وبحجم مأساتهم التي يتجرعون آلامها. أما المصاب علي عبدالله حوات الذي يبلغ من العمر ( 21 عاما) فقد شهد مسرحا للجريمة المنظمة على أيدي الحوثيين نتج عنها استشهاد 17 يمنيا برصاص الغدر أثناء تمركزهم في جبل "نجد مرقد" بالقرب من مديرية الحريب بمحافظة مأرب, حيث كان يهم حوات ورفاقه بالصعود للجبل لمقاومتهم، لينهال عليهم الرصاص، ويقتل من يقتل، وأصيب الشاب حوات برصاصة في عموده الفقري تسببت له بشلل أفقده الحركة، ونزيف داخلي، تطلب نقله للمستشفى لتلقي العلاج الطبي اللازم، إلا أن وعورة المكان وانتشار الحوثيين حال دون إمكانية نقله فور إصابته. وبحسب قول الشاب حوات, فقد قام أحد رجال المقاومة الشعبية بنقله عبر سيارة خاصة بأحد المواطنين اليمنيين إلى مستشفى العطير بمديرية الحريب, وبعد ساعات نقل إلى مستشفى الهيئة بمحافظة مأرب التي تبعد 100كيلو متر عن مستشفى العطير الذي كان فيه، وسط سماع أصوات الرصاص التي يطلقها الحوثيون من الجبال لترهيب السكان. وتحمل الشاب علي حوات وعورة الطريق الذي زاد من أوجاعه، حتى أقر الأطباء نقله إلى مستشفى متخصص لإنقاذ حالته الصحية، فأرسلوا برقية إلى المملكة يطلبون فيها نجدة حوات، فجاء الرد سريعاً بالموافقة، ونقل عبر الإسعاف اليمني حتى الحدود السعودية والخوف يصاحبهم بسبب تصرفات ميليشيات الحوثيين المباغته لليمنيين بين المحافظات اليمنية، حتى وصل إلى مستشفى شرورة, وأجريت له قسطرة لي لإيقاف النزيف الداخلي, ثم حوّل إلى مستشفى الملك خالد بنجران الذي أجرى تشخيصا لحالته وتم إخراج الرصاصة من ظهره, وبعد أن استقرت حالته الصحية, تم نقله بطيران الإخلاء الطبي إلى مستشفى الملك فهد بجدة، لإكمال علاجه الطبي. والحال ذاتها، يصفها المصاب مروان أحمد عبار البالغ من العمر ( 32 عاماً) حيث وقع ضحية رصاصتي غدر حوثية أثناء مقاومته لعدوانهم مع أبناء قبيلته، إحداها في قدمه اليمنى والأخرى أخترقت فخذه الأيسر, ليتم نقله على ظهر دراجة نارية إلى مستشفى "لودر" الذي يفقتد للتجهيزات الطبية اللازمة بسبب محاصرة الحوثيين للمكان, فنقل بطريقة سريّة إلى مستشفى إبن سيناء بمحافظة المكلا, ليبقى فيها متألما من جراحه دون أي تقدم ظاهر، ليتم بعدها نقله إلى المملكة التي وصل إليها عبر سيارة أجرة، ومن ثم إلى مستشفى شرورة الذي أجريت له فيه الإسعافات الأولية حتى نقل إلى مستشفى نجران العام, ونقل فيما بعد عبر طيران الإخلاء الطبي إلى مستشفى الملك فهد بجدة، لاستكمال علاجه المناسب. وطمأن أعضاء الفريق الطبي السعودي المشرفون على حالات الأشقاء اليمنيين في مستشفى الملك فهد بجدة الجميع على حالات المصابين، وأنهم بفضل الله تعالى في تحسن مستمر، ويتلقون العلاج المناسب لهم، ويجدون كل الرعاية والاهتمام من طاقم المستشفى. ومن جهتهم أعرب المصابون اليمنيون عن بالغ شكرهم وأمتنانهم للمملكة حكومة وشعباً على ما وجدوه من اهتمام ورعاية في الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني جراء العدوان الحوثي الذي استهدف زعزعة الأمن وتدمير اليمن وتخريب بنيته التنموية, واصفين تقديم يد العون والمساعدة بإستقبال المصابين جراء هذا العدوان وتقديم العناية الصحية الكاملة لهم في مختلف مستشفيات المملكة بالدور الرائد والإنساني غير المستغرب من المملكة التي عُرف عنها الوقوف إلى جوار المسلمين ومساندتهم في مختلف المحن والظروف . ونوهوا بأن مثل هذه المواقف تزيد العلاقات السعودية اليمنية رسوخاً وقوة ,مقدمين شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- على منظومة الخدمات والتجهيزات الصحية التي وجدوها منذ استقبالهم في المملكة. ودعوا الله العلي القدير أن يحمي بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان وأن يكفيها شرور أعدائها لتبقى قبلة المسلمين التي يفدون إليها من كل حدب وصوب، وأن يحفظ لها قيادتها الرشيدة ويعينها في وقوفها إلى جوار الحق ونصرته وسد طرق كل من أراد بلاد المسلمين بسوء وتخريب وتدمير . رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور..يمنيون منومون بمستشفى الملك فهد بجدة يروون وحشية صالح والحوثي