هل تتوقعون أننا رومانسيون بما يكفي لكي نشارك العالم بالاحتفال بعيد الحب الذي يوافق اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تقليدا لما عليه القوم؟ وهل تعتقدون أن الرومانسية الطاغية التي تغزونا ليوم واحد فقط كفيلة بأن تحيي في قلوبنا شيئا من ذلك الإرث الجميل الذي سطره لنا فرسان الحب العذري من عشاق العرب؟ في هذا اليوم من كل عام ينقسم مجتمعنا السعودي إلى مجموعات مختلفة ما بين مؤيد ومعارض لما يسمى عيد الفلانتين أو عيد الحب كما يحب البعض أن يطلق عليه ولكل منهم وجهة نظره الخاصة به. وقد لا يكون الحب ومعاناته بعيدين عن الوجدان العربي فلقد حفلت كتب التراث بأخبار مجموعة من العاشقين المتيمين ممن نسجوا أروع القصص وأجمل الأبيات فيما عرف فيما بعد بالحب العذري ولكن الحال لم يصل إلى أن يتم الاحتفال بهذا الحب أو تخصيص يوم معين من السنة ليكون عيدا للمحبين، ولو كان يعلم مجنون ليلى بأن هناك من أحفاده من سيحتفل بالقديس «فلانتين» ويتخذ من يوم مقتله عيدا توزع فيه الورود الحمراء وبطاقات الحب وأنهم سيتناسون هذا العشق وهذا الوفاء منه ومن إخوانه العشاق ثم ينصرفون إلى تمجيد عيد الفلانتين والاحتفاء به لمات من الغيظ قبل أن يموت من أثر الحب، أما عنترة العبسي فلو علم بهذا الأمر لما تمنى تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغر عبلة المتبسم، ومن يدري فلربما أن جميل بثينة لو علم أيضا بهذا العيد المسمى عيد الحب لما تمنى أن ينام ليلة بوادي القرى ولفضل المبيت في فراشه بعيدا عن الهوام والدواب. وبعيدا عن الحب وهمومه أيها العشاق فالمسألة لا تعدو أن تكون تجارة مربحة جدا حيث تشير الإحصائيات التي قامت بها الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولاياتالمتحدة الأميركية إلى أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل أنحاء العالم في كل عام يبلغ مليار بطاقة تقريبا، وهو ما يجعل يوم عيد الحب يأتي في المرتبة الثانية من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم إرسالها فيه بعد عيد الميلاد. كما توضح الإحصائيات التي صدرت عن هذه الرابطة أن الرجال ينفقون في المتوسط ضعف ما تنفقه النساء على هذه البطاقات في الولاياتالمتحدة الأميركية. هذا في الولاياتالمتحدة الأميركية فماذا عن العالم العربي يا ترى؟! أعتقد أن المفاجأة ستكون صادمة!! رابط الخبر بصحيفة الوئام: على قارعة الحب