فاصلة : (ليس بإمكان المرء إقناع الآخرين بحججه الخاصة ،ليس بالإمكان إقناعهم إلا بحججهم الخاصة) - حكمة عالمية - كان عيد الحب أمس الأحد ،هنا في بريطانيا مشاهد الاحتفال به اقل من الاحتفال بعيد الميلاد ،وأظنها كذلك في أنحاء العالم ؛ فالإحصائيات التي قامت بها الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في أمريكا تشير إلى أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل أنحاء العالم في كل عام يبلغ بليون بطاقة تقريبًا، وهو ما يجعل يوم عيد الحب يأتي في المرتبة الثانية من حيث كثرة عدد البطاقات التي يتم إرسالها فيه بعد عيد الميلاد. عيد الحب أو "يوم القديس فالنتين" وهو لدى الغرب يوم تقليدي يعبر فيه المحبون عن مشاعرهم عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور، واسم العيد هو اسم لقديسيين ، ثم أصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسي الذي عبر عنه " جيفري تشوسر" في العصور الوسطى. وقد كان تبادل بطاقات عيد الحب في بريطانيا في القرن التاسع عشر إحدى الصيحات التي انتشرت، أما في عام 1847، فقد بدأت الأمريكية "استر هاولاند" حيث كانت تصمم وتبيع بطاقات لعيد الحب ليتحول العيد في القرن التاسع عشر في أمريكا إلى نشاط تجاري رابح. أما في الشرق عموما فالقضية صارت حربا بين الممنوع والمرغوب ،ففي الهند ، يحاول المتعصبون الهندوس أن يثنوا الشعب الهندي عن الاحتفال بهذه المناسبة، فمنذ عام 2001، والصدامات عنيفة بين أصحاب المتاجر الحمراء وأعضاء الحزب السياسي اليميني المتطرف الذين يعارضون التلوث الثقافي من الغرب، ويتم إرسال تحذيرات إلى ساكني هذه المناطق قبل موعد الاحتفال بعيد الحب لتحذيرهم من الاحتفال به، وفي الأماكن العامة يطاردون الشباب الذين يسيرون متشابكي الأيدي . وفي شمال طهران، تطالب الشرطة أصحاب المتاجر بإزالة بطاقات المعايدة والهدايا ، ،ورغم ذلك يحتفل شباب إيران بعيد الحب عبر شبكة الانترنت. والسؤال لماذا لا يستجيب شباب الشرق إلى رغبة الحكومات في عدم الاحتفال بعيد الحب رغم انه لا يمثل أي رمز ديني أو تاريخي؟ ولماذا يمر مثلا عيد الميلاد بدون ضجة مع انه أيضا احتفال غربي يحمل قيماً دينية ؟ أعتقد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدينا في حملاتها ضد الاحتفال بهذا العيد ما هو إلا تحفيز للشباب لكسر المحظور وفعل الممنوع لأن الردع يختلف عن الإقناع بترك السلوك خاصة إذا كان سلوكا لا يستند إلى قيم قوية.