شهد برنامج «اتجاهات» مع الإعلامية نادين البدير بموسمه الجديد عبر قناة «روتانا خليجية» حالة من الجدل أثناء تناوله في حلقته الأولى موضوع تاريخ التصوف في السعودية، والنقاط المختلف فيها والمتفق عليها بين المدرسة السلفية والمدرسة الصوفية، كما طرحت البدير حقيقة المجالس الصوفية. قال د.زيد الفضيل الباحث في الحركة الصوفية، إن هناك جهلا بمفهوم «التصوف» إذ ارتبط تعريفه بممارسات لا علاقة له به ولا بمفهومه، وفي هذا الإطار أضاف الشيخ د.سعد الدريهم، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن «بداية الصوفية كانت زهدا وجاءت كردة فعل لحياة الرفاهية في القرون الأولى، غير أن تطورها جعلها تسلك اتجاها مخالفا للأصل». وعقب الدريهم أن «بعض الصوفيين أحلوا ما حرم الله، ودخلت في عقيدتهم أفكار إلحادية مثل وحدة الوجود غير أنه قد يكون هناك اتجاه صوفي ما زال يأخذ بأساس التصوف البسيط وهو التقشف، وهذا المسلك ما زال واقعا تحت ما يشترط من صحة العبادة». ودافع الفضيل عن هذا المذهب بقوله لأنه لا يمكن الحكم على «التصوف» ببعض الممارسات الخاطئة ولا أن نسحب على المتصوفة حكما عاما بالضلال، فالمذهب قواعد وأحكام في الوصول للفقه، ولا يمكن خلطه بالطريق إلى الله، وبحسب رأيه فإنه قد يوجد حنفي متصوف أو صوفي حنبلي وبالتالي لا نستطيع تقييم ممارسات المتصوفة في العالم، أما في السعودية فلا معازف أو مخالفات في ممارسات الصوفية. وأوضح قال د. الدريهم إنه «لا يستطيع الحكم على جميع المتصوفة حاليا بالسعودية، ومن اتبع السنة دون أن يدخل إليها شيء من البدع على خير عظيم». من ناحيته رأى الباحث والمفكر الإسلامي عبد الرحمن أبو منصور، أن جميع الذين ينتهجون المنهج الصوفي بالسعودية يأتون بمخالفات في السماع والمجالس، مضيفا أن «الصوفية كلها ضلال وانحراف عن التوحيد». واستقبلت نادين البدير خلال الحلقة شاهد روى تجربته مع الصوفية في السعودية حيث قال عبد الرحمن أبو منصور إنه «حضر مجالس الذكر بالسعودية ورأى ما فيها»، معتبرا أن هذه ليست مجالس ذكر، إنما مجالس ضلال بحسب قوله، معتبرا أنه منذ أن تدخل قدمك الصوفية تدخل إلى الضلال، ونحن لسنا على التصوف بل على السنة والمحجة البيضاء. وردا على ما قاله د. زيد الفضيل عن أن كل الممارسات التي يقوم بها المتصوفة مصدرها من الكتاب والسنة، قال أبو منصور إنه لم يجد دعوى باطلة مثل دعوى د. زيد الذي وبحسب أبو منصور يحاول أن يلمع الصوفية بينما هي ماتت وغابت شمسها في المملكة، مضيفا أن «الصوفية اندثرت في السعودية، ولم يتبق منها سوى زيد الفضيل وعبد الله فدعق وكم شخص معهما». وتطور النقاش بين الضيفين بحيث رد الفضيل أن الصوفية لم تمت، والبحث عن الله تعالى سيظل جذوة في النفوس، كاشفا أنهم يحتفون بيوم المولد النبوي لتذكير الناس بعظمة وأخلاق الرسول، تماما كما نحتفي ونحتفل باليوم الوطني. وتعقيبا على هذه الشهادة ذكر الدريهم أن الصوفية في بعض الدول تأخذ بمبدأ الإلحاد والكفر، وتقتصر في دول أخرى على بعض المعاصي والبدع التي يظن أنها قربى لله تعالى. كما طرحت البدير في القسم الثاني من الحلقة نظرية أن تكون هناك حاجة سياسية لإبراز الصوفية في العالم الإسلامي بعد أحداث سبتمبر كرد على التيار المتشدد. وفي هذا المدار قال د. سعد الدريهم إن «تعاطي الصوفية مع السياسة شبه معدوم، لذلك فإحياؤها هدف غربي لإضعاف روح المقاومة السياسية في العالم الإسلامي». من جهته علق عبد الله فدعق على الجدل القائم بقوله أن «يكون لدينا صوفي حقيقي وسلفي صحيح فهذا هو صمام الأمان للعالم الإسلامي، وأن الأخلاق الإسلامية لا يمكن حصرها في صوفي أو سلفي»، مضيفا أن «التصوف الحقيقي الذي تعلمه من أساتذته بالحرم لا يكاد يراه، وإن ما يراه لا يستطيع الدفاع عنه، فالتصوف مظلوم من أبنائه، وحائر بين من يحكمون عليه». كما تمنى فدعق من الناس أن تعرف الصوفية الحقيقية وتعي الفتنة التي تريد تقسيم المسلمين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: جدل واسع في استديوهات روتانا بسبب «الصوفية»