انتقد حضور المحاضرة التي أقامها نادي جدة الأدبي مساء أمس الأول عن “المثقف والسلطة.. الحلاج وفلسفة التصوف”، خروج المحاضر عن موضوع المحاضرة وخوضه في مواضيع لا علاقة لها بالموضوع الأساسي وأيضاً عدم إلمامه بالمواضيع التي تحدث فيها. ووصف الدكتور حسن النعمي (الذي أدار المحاضرة) أن موضوعها خصب وثري ومعقد وواسع جداً، ولكنه انتقد المحاضر عبده خال في عدم دخوله في موضوع المحاضرة مباشرة وإسهابه في الموضوع التاريخي لنشأة الصوفية وابن حلاج. بينما عارض الدكتور زيد الفضيل ما قاله خال بأن التصوف هو فكر، وهذا خطأ لأنه منهج إنساني، وتساءل الدكتور الفضيل عن النتائج من طرح مثل هذا الموضوع!!. فيما تساءل الدكتور عزت خطاب عن سبب اختيار الحلاج بالذات أنموذجا ومشيرا في نفس الوقت إلى أن التصوف لن يُفهم إلا إذا وُضع في سياقه الصحيح فأجابه الدكتور حسن النعمي بقوله إن خال لم يختر الحلاج بل إن من اختاره أنموذجا لدراسة الصوفية هو النادي. فيما اتهمت الدكتورة فايزة الحربي خال بالهروب من جوهر وعمق الموضوع إلى تناول الجانب التاريخي للصوفية. ووصف عبدالله فراج الشريف أعلى درجات التصوف هو أن يبلغ المتصوف درجة الفناء وإذا وصل لهذه الدرجة فمعنى ذلك أن المتصوف لا يرى سوى الله وبهذا يصل المتصوف إلى درجة الاتحاد لا الاندماج. ووقف الدكتور عبدالحميد السباعي موقف المؤيد من مداخلة الشريف حول تطور الحركة الصوفية وحمّل المحاضرة جملة من الأسئلة أولها يتناول علاقة الحلاج بالسلطة وإذا كان كان هناك علاقة بين السلطة السياسية والدينية فهل الصوفية انطلقت من الحراك السياسي الديني ومن أين وكيف انطلقت؟ وكان خال قد مجّد الحلاج وأنه بعد أن قُتل انتشرت الصوفية كفكر ضد السلطة وأنه حقق انتصارا بعد مقتله بحيث أصبحت فكرته معممة ومشاعة من قبل الآخرين. وبدأ خال المحاضرة بعرض نشأة التصوف تاريخيا وكيف نشأت المفردة اللفظية للتصوف مستعرضا انتقال الصوفية إلى مذهب أحدث جدلا سياسيا وتناول بعض الكتب عن دراسة التصوف وتناول شخيصة الحلاج بنوع من الدعابة المتهكمة من خوارقه التي تتعدى درجة المعجزات مختتما حديثه عن الحلاج بأنه كان ضحية للسلطة الدينية لا السياسية عند مقتله حيث قُتل في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله وعمره 13 سنة.