حذر عدد من المهتمين بالسلامة العامة من خطورة الألعاب النارية التي جرت العادة بانتشارها في العشر الأواخر من رمضان ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، في ظاهرة يعبر من خلالها الأطفال عن لهوهم وسعادتهم بالعيد تنتهي في الغالب بكارثة بسبب جهل الأطفال خطورتها وغياب الرقابة من الوالدين. وقال نواف العنزي، عضو الجمعية السعودية للخدمات الطبية الإسعافية، ل"الوئام": "في السابق، تحديداً قبل 10 سنوات، كانت الألعاب النارية لا تشكل خطورة، حيث إنها مصنوعة بطرق بدائية بسيطة، أما في وقتنا الحاضر فتطورت وأصبحت تصنع من مواد كيميائية سريعة الاشتعال كالقاذفة والراجمة كما يسميها البعض، وتصدر منها ألوان مختلفة وهي خطرة كونها سببا رئيسا في حوادث الحرائق والجروح الخطيرة والتشوهات الجلدية، ومن المحتمل أن يُفقد على أثرها بعض الأطراف وتلف العين جراء الحروق في الجفن والملتحمة وتسبب التمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة فيها أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين – لا قدر الله". وأضاف العنزي: "من الناحية السلوكية والنفسية، فالألعاب النارية أمر مزعج للأهالي خاصة كبار السن والمرضى والرضع، نتيجة حرمانهم النوم والراحة بسبب أصوات الانفجار المصاحبة لهذه الألعاب في وقت متأخر". وشدد العنزي على "ضرورة تفعيل دور الجهات المختصة كالدفاع المدني والشرطة للقيام بعملها ومنع بيع هذه الألعاب في الأسواق والتحذير من خطورتها ، ومع الأسف الشديد استخدام هذة الألعاب الخطرة لا يقتصر على الأطفا، بل حتى المراهقين والشباب الواعي فيجلبها بنفسه من أماكن معينة يقصد بها ربحاً مادياً بأسعار مرتفعة جداً والضحية هم الأطفال". واعتبر العنزي تلك الألعاب قنبلة الموقوتة تحول الأفراح الى أحزان ودموع، محذراً أولياء الأمور من الانجراف إلى رغبات أطفالهم لأنهم لا يدركون خطورتها الجسيمة وعليهم المتابعة وإرشاد أبنائهم وأطفالهم حفاظاً على سلامتهم. وأوضح عددٌ من استشاريي طب وجراحة العيون والشبكية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، خطورة استخدام الألعاب النارية لما قد تسببه من مخاطر وأضرار يغفل عنها الكثيرون ويجهلونها، قد تصل إلى العمى أو تشوهات بالعين، مما يتطلب في بعض الأحيان إزالة مقلة العين بالكامل، كما أنّ خطرها ليس محصورًا على المستخدم لها بل على الموجودين في محيط استخدامها، فمن الممكن أن يتعرضوا للشرر المتطاير الذي تصل درجة حرارته 1000 درجة أكثر من درجة غليان الماء، وقد يسبب حروقاً من الدرجة الثالثة. وفي السياق ذاته، رصد أولياء أمور عمليات بيع لهذه الألعاب النارية داخل محلات تجارية تتوسط المنازل مخصصة لبيع المواد الغذائية تشهد علميات بيع لهذه الألعاب بطرق ملتوية ، بالإضافة إلى سهولة حصول الأطفال عليها ، كما أن البسطات الشعبية المنتشرة في الأسواق تشهد عمليات علنية لبيع الألعاب النارية ، مما يشير إلى سهولة امتلاكها والتي تهدد حياتهم. من جهةٍ أخرى، أطلقت إدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف على لسان متحدثها الإعلامي العقيد ناصر بن سلطان الشريف ، منذ غرة رمضان الجاري تحذيراتها من خطورة استخدام الألعاب النارية التي يصاحبها تساهل أولياء الأمور مع أطفالهم وتركهم يلعبون بالألعاب النارية دون تقدير لحجم خطورتها عليهم، مما نتج عنها عدد من الوفيات العام الماضي، وتسببت في إصابات خطيرة وحروق. ولفت العقيد الشريف النظر إلى أن إدارة الدفاع المدني تقوم بدورها من خلال دوريات السلامة المنتشرة في الأسواق والمواقع العامة وإبلاغ الجهات الأمنية عن الأشخاص والمواقع التي تزاول بيع وتوزيع الألعاب النارية ، منوهاً بدور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالمساهمة مع الدفاع المدني في توصيل الرسائل التوعوية ذات العلاقة بأخطار استخدام الألعاب النارية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الألعاب النارية.. قنابل موقوتة تبدأ بفرحة وتنتهي بأحزان