الصحافة الإلكترونية في السعودية ظاهرة إعلامية جديدة ارتبطت بالثورة التكنولوجيا، فسطع نجمها في الأوساط الإعلامية وأعطت مساحة كبيرة للحرية والتعبير، مما جعلها تدخل في منافسة قوية مع الصحف الورقية. الخبراء يؤكدون انها ستحسم الوضع لصالحها، لكنها تضل عرضة للاتهامات المتكررة بعدم المصداقية وبوصفها بالمجال الخصب لتغذية العصبية والعنصرية وتصفية الحسابات. 700 هو عدد الصحف الإلكترونية المرخصة من وزارة الصحافة والإعلام في السعودية، تفرض نفسها وبقوة وتطالب بالتنظيم والدعم، فهل تكسب الصحافة الإلكترونية الرهان امام الصحف الورقية؟ هذا السؤال الذي طرحه الإعلامي إبراهيم الفرحان في حلقته من برنامج هاش خليجي هذا الأسبوع، فاستضاف عدة أسماء مرموقة في مجال الإعلام الإلكتروني ليعطيهم حق الرد على ما يوجه لهم من تهم، ويسمع منهم مطالباتهم وتخطيطاتهم المستقبلية لاكتساح المجال الإعلامي. تحدث لهاش خليجي فهد الحارثي أحد مؤسسي صحيفة الوئام الإلكترونية، مدافعا عن هذه الأخيرة مستنكرا ما يسمعه من البعض حول ضعف المهنية والمصداقية. ومن وجهة نظره أصحاب الصحف الورقية كانوا يظنون انهم يتسيدون المشهد الصحفي، لكن مع قدوم الصحف الالكترونية سُحِب منهم البساط. وعبر الحارثي عن تفاجئه عندما حُوِلت بعض الصحف الورقية إلى إلكترونية، بعدما اتهموا هذه الاخيرة بضعف المصداقية والمهنية. كما تحدث عن صحيفة الوئام التي كانت سباقة للظهور كوسيلة إعلامية إلكترونية، فرضت نفسها وحققت نجاح كبير في الوسط. وعن التجاوب الرسمي بينهم وبين بعض الجهات الرسمية أكد انه حاضر وبقوة نتيجة لان الصحف الالكترونية فرضت نفسها في السعودية واصبحت مصدر رسمي، وأضاف قائلا : " لم نتوصل بخطابات رسمية تقيد حرية صحافتنا، لكن نعاني كثيرا من انتحال شخصية المسؤولين الرسميين ويطلبون منا حذف احد الاخبار وتغيير صيغته احيانا ". طاهر البلوي احد ملاك صحيفة أنحاء الإلكترونية، حل ضيفا على البرنامج وتحدث عن صحيفتهم التي انطلقت منذ سنتين وكانت بدايتها متواضعة. كما تحدث عن سياسة الصحف الإلكترونية في التمويل واستعانتها بوسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف ان اهم ما يميز الصحافة الإلكترونية عن المقروءة قدرتها على احصاء عدد القراء واقبالهم عليها، وختم بالقول : "الناس اصبحوا اذكياء ويعرفون مدى صحة الخبر او خطأه، ولا يمكن للصحف الإلكترونية الإخلال بمصداقيتها لأي ظرف حصل". استقبل البرنامج مداخلة لطارق الخطراوي مدير إدارة النشر الإلكتروني بوزارة الثقافة والإعلام بالسعودية، وتحدث عن لائحة النشر الالكتروني الذي اعتبرها جزء من نظام المطبوعات والنشر في السعودية اليوم، والتي أصبحت بمثابة المرجعية النظامية للنظر في الشكاوى التي تُرفع الى وزارة الثقافة والإعلام. وجاءت هذه اللائحة داخل إطار التنظيم لتحدد اشكال النشر الالكتروني، ويُؤكد الخطراوي انهم لا يقيدون حرية الصحف، بالعكس ينظمون العمل وينفذون مطلب مهم ل 700 صحيفة إلكترونية تعكس مدى الحرية والمصداقية، كما أنهم يعطون فرصة لهذه الصحف بهدف التطوير والتصحيح وتقديم الحرية الإعلامية المسؤولة. كذلك تدخل خلال الحلقة محمد الشهري رئيس تحرير صحفية المواطن الإلكترونية، وأكد انها تهتم بالمواطن السعودي وهمومه، ونفى ما يشاع حول اتباعها لسياسة مالكها الخفي الذي يهدف إلى إسقاط صحيفة سبق والوئام. وأضاف ان خروجه من صحيفة سبق كان باستقالة منه بسبب خلافات واختلافات في وجهات النظر مؤكدا أن اي عمل اعلامي يحدث فيه خلافات. وعن سياسة الصحف الالكترونية يرى الشهري أن التنافس لم يعد على نشر الخبر، لان مواقع التواصل اصبحت كفيلة بهذا ولكن الصحف تركز على التحقيقات والتقارير وغيره. وكانت المداخلة الأخيرة في الحلقة من نصيب محمد الشقا رئيس الجمعية السعودية للإعلام الإلكتروني، وتحدث عن تأسيس هذه الأخيرة الناتجة عن مبادرة من طرف مهتمين بالإعلام، وتهدف بالأساس إلى التواصل بين الاعلاميين ودعم مهاراتهم وتقديم الاستشارات القانونية الالكترونية وتدريب الصحافيين وتطوير الأداء الصحفي… واضاف الشقا انه من ضمن مهماتهم الرئيسية في الجمعية تقييم مهنية الصحف الإلكترونية، هذا ما أثار حفيظة ضيف الحلقة الأستاذ فهد الحارثي مما جعله يتسأل عن كيفية هذا التقييم الذي ستقدمه هذه الجمعية، وكما استنكر مهمات هذه الجمعية الذي اكد أنه لم يسمع بمنجزاتها من قبل ولم تتواصل معهم بصفتهم من أهم الصحف الإلكترونية في المنطقة… احتد النقاش بين الطرفين فراعي الجمعية السعودية للإعلام الإلكتروني دافع عما تقدمه جمعيتهم وجهودها المتواصلة، ورئيس تحرير صحيفة الوئام الإلكترونية لم يقتنع بما تقدمه الجمعية ولا ما تنسبه لها من إنجازات. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الصحف الإلكترونية : نتحلى بالمصداقية والمهنية وسحبنا البساط من الصحف الورقية