ولأن الأعمار والأقدار بيد الله وحده ، فقد حُكم عليه بالمؤبد وهو في الرابعة والأربعين وعاد ليحكم البلاد وهو في السادسة والسبعين ، تقاعد في عمر الواحد والثمانين واعتزل الحياة العامة في السادسة والثمانين ، ناضل نيلسون مانديلا التفرقة سابقاً فأصبح رمزاً للحرية وبنفس الإصرار قاوم المرض لسنوات ، وتوفي الآن وهو في السادسة والتسعين . قاوم التمييز العنصري في بلاده وأصبح زعيماً لمقاومة سلمية تحولت لاحقاً لمسلحة ، سُجن لثمانية وعشرين عاماً في قصة نادرة تحطمت فيها القيود والأرقام واستمر الصمود وعاشت الاحلام ، والأغرب عندما قارب السبعين وعُرضت عليه الحرية مقابل وقف المقاومة فرفض لينتصر أخيراً على كل شئ .. مات . ولازال مثلاً حياً لتحقيق الأحلام المستحيلة . ليس غريباً فمثله الأعلى المهاتما غاندي مر من هنا ، وصل لجنوب افريقيا محامياً خجولاً لا يجيد الحديث ، رُمي خارج القطار لأن الدرجة الأولى مخصصة للرجل الأبيض فقط رغم أنهم أقلية وهو مجرد هندي ، وبدأ يطرح أسئله ساذجة حينها تحولت مع اصراره لمبادئ غرسها بالمنطق ورواها بالصبر ليغيّر من حوله حتى حصلوا على حقوق الجالية الهندية وغير حتى النظرة والأنظمة ، حمل تلك المبادئ للهند ليحررها من الاستعمار الانجليزي .. انتصر ذلك الهندي النحيل غاندي بجنوب افريقيا فلماذا لا ينجح ماديبا على أرضه في الهند أطلقوا على غاندي لقب المهاتما وفي جنوب افريقيا أطلقوا على نيلسون لقب ماديبا ، وكلاهما تعني الرجل العظيم .. وهكذا هم تقرأ في سيرة حياتهم العجب وتغوص في أعماقهم لتجد البساطة مع الرؤية والمثابرة وكم كبير من الأخطاء مع أحداث ونجاحات لا يصنعها الا العباقرة ، نغوص في سيرتهم لنسأل ، هل الأحداث تصنع الرموز ، أم العكس ؟ محمد الماس تويتر mg_almas رابط الخبر بصحيفة الوئام: ماديبا مانديلا