هاجم عبدالله عمر خياط، كاتب زاوية (مع الفجر) اليوم، الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر؛ لإفتائه بأن شرب الخمر حلال في مواضع معينة؛ خاصة للشخص الذي يتوه في الصحراء وينفد الماء الذي بحوزته ومعه زجاجة خمر، واشتد عليه العطش لدرجة أنه أوشك أن يلقى حتفه، مؤكدا السماح له بشرب القليل من الخمر والتي تعينه على المرور من تلك الأزمة. وقال (خياط) في مقالته التي نشرت بصحيفة (عكاظ) عن هذا الموضوع اليوم وأمس: "حسبي الله ونعم الوكيل، ورجائي أن تسامحوني إن أطلت الحديث عن الخمر وحرمانية تعاطيها بعدما قرأت ما تحدث به الأزهري خالد الجندي في برنامج عمرو أديب (القاهرة اليوم) عن الخمر وأنه حلال إسلاميا"! وواصل حديثه: "سأختصر ما تحدث به خالد الجندي الذي بدأ كلامه بالآية القرآنية التي تقول بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى). الآية دي انتوا فهمتم منها إيه؟ الآية دي أباحت ضمنيا لمن يشرب الخمر يعني يشربها إنما في وقت الصلاة متكونش سكران، يبقى لما أقول (متقربوش) الصلاة وأنتم سكارى يعني أنك تكون في غير وقت الصلاة سكران ودي إباحة ضمنية. ومن ضمن المن قال: (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا) جت آية ثانية وقالت: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون). يبقى ساعة الصلاة لا تدخلوها وأنتم سكارى علشان اللفظ يبقى عارف بتقول إيه!!. جت الآية الثالثة ربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير وإثمهما أكبر من نفعهما). الآية دي برضه حنعود إليها مرة ثانية ارجع معايا للآية رقم (1) ربنا بيقول: (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه) النخيل : البلح، التمر.. الأعناب : العنب المعروف. ربنا قال: (تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا) .. سكرا يعني النبيذ اللي بتعصروه لحد ما يتخمر وتشربوه. اللي هو إذن مشروب مسكر اللي بنقول عليه خمر.. لحد كده كويس!. فقال سكرا وحاجة ثانية، الحاجة الثانية إيه.. رزقا حسنا. فدي كانت إشارة ضمنية من القرآن .. يعني أكل طيب!. الحكم الثاني: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون). الآية الثالثة: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس) دقق في كلمتين.. الكلمتين مش عكس بعض.. عكس إثم حسنا.. وعكس المنفعة مضرة.. (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس) فربنا وصف الخمر فيه الذنب والمنفعة.. فاللي بيبيع الخمر بيكسب. ثم يتفلسف الجندي ويحاول تخطئة صياغة ما جاء من رب العباد فيقول: "مفروض في صياغنا اللغوي كان يقول إيه (قل فيهما إثم كبير وحسنات للناس) مقالش كده، أو اعكس معايا (قل فيهما مضرة ومنفعة) مقالش كده .. جاب كلمتين مش ضد بعض.. فربنا هنا وصف الخمر بأن الخمر فيها منفعة.. فاللي بيبيع الخمر بيكسب واللي بيقدمها للناس بيكسب، أوعى تفتكر إن ربنا بيحرم الحاجة علشان كلها مضرة، ممكن حاجة تكون بتنفع لكن ربنا بيحرمها.. يعني الخمر فيها منفعة.. آه!!. ناخد مثال أوضح لو اثنين بيلعبوا قمار واحد بيكسب وواحد بيخسر فلو الحرام حرام علشان ضرر والله اللي بيكسب ده يبقى حلال بالنسبة له. ولا إيه؟.. ورد (خياط) على قول الجندي: "قرأتم بالأمس قول خالد الجندي بأن الخمر حلال في الوقت الذي يقول رب العزة والجلال: (فاجتنبوه) والمعروف أن الأمر باجتناب الشيء أشد نهيا من التحريم، فالحق سبحانه وتعالى يقول: ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه). وأوضح (خياط) أنه قد جاء في الصحيحين عن أنس قال: "كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة، وما شرابهم إلا الفضيخ البسر والتمر، فإذا منادٍ ينادي قال: أخرج فأنطر، فإذا منادٍ ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت، فجرت في سكك المدينة. قال فقال أبو طلحة: أخرج فأهرقها فهرقتها، فقالوا أو قال بعضهم: قتل فلان وفلان وهي في بطونهم. قال: فأنزل الله (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) الآية. وأضاف الكاتب: "وروى الإمام أحمد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعنت الخمر على عشرة أوجه: لعنت الخمر بعينها، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها". وتابع: "كما روى أبو داود عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب مسكرا أبخست صلاته أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال. قيل وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: صديد أهل النار. ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال ) تفرد به أبو داود. وروى الإمام مسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر فمات وهو يدمنها ولم يتب منها، لم يشربها في الآخرة". وزاد الكاتب في تبيانه: "في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق سرقة حين يسرقها وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن". وقال (خياط): "قد جاء في كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي أن قوما شربوا بالشام وقالوا: هي لنا حلال وتأولوا الآية: ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين). فأجمع علي وعمر على أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا.. ذكره الكيا الطبري. وتوصل في ختام مقالته، مستشهدا بجزء من آية كريمة وفي (نقطة) السطر الأخير التي دائما يختم بها حديثه: (يا أيها المتمشيخون لم تقولون ما لا تعلمون)، ( ألا لعنة الله على الكاذبين). رابط الخبر بصحيفة الوئام: كاتب: «الجندي» خالف الشرع وحلل الخمر